في العمق

ماذا فعلت الرقابة العسكرية الصهيونية خلال العصف المأكول؟

المجد – خاص

الرقابة العسكرية هي الحلقة الأهم في العلاقة بين الجيش الصهيوني والاعلام الصهيوني خلال فترة الحروب والعمليات الفدائية، إلا أنها باتت واضحة وخطيرة خلال معركة العصف المأكول صيف العام الجاري 2014.

ورغم التطور الكبير الذي شهدته وسائل الإعلام الصهيونية في مجال النقاشات اليومية والشؤون السياسية، إلا أن الجانب الأمني ما زال متحكما في انطلاقتها، فارضا نفسه بقوة عليها، بداعي المصلحة الأمنية.

فهناك بعض الموضوعات اعتبرت خلال الحرب الأخيرة على غزة أسرارا لا يمكن للصحافة التعاطي معها، حتى لو روجها الإعلام الخارجي، ومنها: خطف الجنود ومقتلهم، الخسائر البشرية، أماكن سقوط صواريخ المقاومة.

وزيادة في تشديد الرقابة، تم توسيع سلطة الرقيب العسكري، بحيث أفسح المجال أمامه للتدخل في حالات عديدة لمنع إذاعة ونشر تقارير صحفية عن قضايا عدة بحجة أنها تمس الأمن العسكري، وهو ما كان مجال نقد من الإعلام، حتى أن الرقيب وصف في بعض الأحيان بأنه يتعامل مع الإعلام كعدو في الجبهة العسكرية.

وقرر الجيش تقليص التغطية الإعلامية لحربه الأخيرة على غزة، بعد سماع انتقادات من قبل ساسة صهيونية وجهوها إليه، لأن صور الجنود المحتلين ليست مرغوبة لمن هم "وراء البحار"، وبالتالي تم تغيير السياسة بحيث تتحول إلى تواجد مكثف للجنود مقابل تغطية إعلامية محدودة، وان الحديث يدور عن عملية محدودة، وليس عن حرب واسعة.

ليس ذلك فحسب، بل إن وسائل الإعلام طولبت مرات عديدة خلال فترة الحرب التي استمرت 51 يوما،  بعدم بث بعض الأخبار والأحداث بحجة أنها مواد دعائية معادية، ومنها خطابات زعماء المقاومة، لأن هدفها بث الخوف واليأس وسط الجمهور الصهيوني.

كما أن بث أشرطة الفيديو لمنفذي العمليات الفدائية لا يخدم الحقيقة الإعلامية، بل يخدم التأويلات المقصودة "للعدو"، وبالتالي لا يجب على الإعلام الصهيونية أن يتعاون في هذا المجال، كما أن الجمهور الصهيوني غير معني بأن يصل "المخرب الانتحاري" في المساء إلى صالون بيته عبر شاشة التلفاز، بعد أن زاره ظهرا في أنحاء المدن بصواريخه

وكجزء أساسي في العملية الرقابية، استخدمت وسائل الإعلام الصهيونية عددا من المصطلحات الانتقائية الدلالة والتعبير في كل ما يتعلق بأحداث الحرب، ولم يقتصر اختيارها على مصطلحات معينة لتستعمل مرة واحدة فقط، بل الملاحظ أن كثرتها أصبحت ثابتة، وذات استعمالات متكررة في حالات مختلفة، كما تجدر الإشارة إلى أن أسلوب الانتقائية في إيراد المصطلحات لا يرتكز لقاعدة صحافية إعلامية فحسب، بل هي سياسية وعقائدية في معظم الأحوال.

واستمرارا لذلك، جاءت الرقابة العسكرية بأوامر لمنع نشر أسماء ورتب وصور الجنود والضباط الصهاينة في الصحف، وحصول المسئولين الذين يعتزمون السفر إلى أوروبا، بصفة شخصية أو في إطار العمل، على تعليمات من النيابة العامة العسكرية، أو منع بعضهم من مغادرة دولة الكيان بسبب التخوف من صدور أوامر اعتقال دولية ضدهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى