كيف وظّف الإحتلال عملية باريس لصالحه !
المجد – خاص
بعد أيام عصيبة عاشتها دولة الإحتلال تعرضت خلالها لعمليات إدانة شعبية واسعة في أوروبا طيلة أيام الحرب على غزة، ها هي تحاول حاليا وبعد عملية الصحيفة الفرنسية في باريس أن تستغل الموقف لتشوه وبشكل منهجي حركات المقاومة الفلسطينية التي كسبت تعاطفاً شعبياً أوروبياً طيلة أيام العدوان الصهيوني على غزة.
العدو الصهيوني ظهر من خلال قيادته بحرصه الشديد على إدانة العمليات ضد أهداف أوروبية، والتصريحات المتتالية التي حاول من خلالها إبراز إنسانيته الباهتة، وتوجيه أصابع الإتهام لصحف فلسطينية بعينها بأنها تؤيد مثل هذه العمليات والتي كانت محض افتراء وكذب.
التضامن مع فرنسا أيضا لم يخلو من المزايدات الإنتخابية بين رؤساء الأحزاب الصهيونية، فنتنياهو كان ينوي عدم حضور مراسم التضامن في فرنسا، لكنه عاد عن قراره وهرول مسرعا للحضور بعدما وجد أن منافسيه ليبرمان ونفتالي بينت سيذهبون إلى هناك للتعزية.
الاستغلال الصهيوني لهذه العملية تم أيضا من خلال تشجيع اليهود الفرنسيين على الهجرة للأرض المحتلة، وتخويفهم من البقاء في فرنسا بداعي الخطر الذي سيواجهونه، وقد حدثت إتصالات عدة من فرنسيين يهود مع منظمات صهيونية تستفسر عن كيفية الهجرة إلى دولة الإحتلال.
المقام ليس مقام الحديث عن مضمون العملية أو نية منفذيها، ولكن الحديث عن خبرة ودور أجهزة المخابرات الصهيونية والأحزاب السياسية فيها، في توظيف أي أحداث عالمية لمصلحة دولتهم، في ظل غياب الوعي العربي والفلسطيني عن هذا الميدان.