المُتخابر إسماعيل غيَّب وطنيته من أجل مطامعه المادية
المجد – وكالات
إسماعيل – اسم مستعار – 37 عام أحد العاملين السابقين في الأنفاق التجارية الواصلة بيننا وبين الأراضي المصرية, فوجئ في أحد الأيـام باتصالٍ من مصدرٍ مجهول (رقم خاص).
تردد أولاً ثم أجاب على المكالمة التي أودت به إلى غيابات الجُب, لم يكن يتوقع يوماً أن صورته الوطنية ستهترئ على خلفية "خيانةٍ غير مشروعة", لُيزج به في أقبية السجون.
لم يدُر في ذهن إسماعيل أن الردَّ على مكالماتٍ مجهولة سيُوقع به في مستنقعٍ ضحل لتُنتزع منه كرامته ووطنيته, حاولَ استنهاض ضميره "المُغيَّب" لكنه ما لبثَ أن أقنع نفسه بما زيَّن له الشيطـان من سوء عمله.
استطاع ضابط المخابرات بعد عدة محاولات إسقاطه في وحل التخابر من خلال ابتزازه بالمال ومساعدته بسداد الديون المتراكمة عليه, ليسمح لنفسه أن يتعاطى معهم ويمدهم بمعلوماتٍ مهمة عن أسماء وتحركات كوادر وأفراد التنظيمات الفلسطينية الذين يقطنون في منطقة سكناه.
استمرت الاتصالات بين المخابرات الصهيونية وإسماعيل, سألوه عن أماكن المرابطين وأرقام جوالاتهم, بالإضافة إلى تكليفه برصد تحركاتهم وتحديد نوعية الأسلحة التي بحوزتهم فلم يبخل وأعطاهم ما يريدون.
ضابط المخابرات كان على اطلاعٍ جيد بكل شيء يدور من حوله وكان إسماعيل يذكر له بعض أسماء المجاهدين وأرقام جوالاتهم ليتم متابعتهم فيما بعد.
بعد كل هذه الطعنات المتعددة في خصر المقاومة الشريفة, لم يظفر صاحب العينان الخضراوتان والبشرة البيضاء إلا بمبلغٍ زهيدٍ من المال قُدِّر بــــ (1000 شيكل) وضعه له أحد العملاء في نقطةٍ ميتة _ كما المعتاد لدى مخابرات العدو _ في أحد مناطق القطاع.
وبعد مدةٍ ليست بسيطة من الوقوع في وحل التخابر تم متابعته من قِبل جهاز الأمن الداخلي, وتم استدعاؤه للتحقيق, ليقر ويعترف بتعاونه مع الاحتلال ويمثل أمام القضاء العسكري الذي حكم عليه بالسجن 7 سنوات.
ووجه إسماعيل رسالةً إلى من وقع في وحل التخابر قائلاً: "مهما طال عمرك فمصيرك معروف وسينفضح أمرك لا محالة, ابتعد عن هذا الطريق وعد إلى الله وتُب توبةً صادقة قبل فوات الأوان".
أمضى إسماعيل حتى اللحظة 5 سنوات خلف القضبان جزاءً عادلاً على خيانته اللامشروعة لدينه ووطنه وأهله, مُلوثاً تاريخه بأبشع جُرمٍ اقترفه بحق نفسه قبل الآخرين.