الأمن المجتمعي

كيف أسقط الشاباك (إيهاب) في وحل العمالة !

المجد – خاص

تبرز معضلة غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج كمشكلة خطيرة لا يمكن إنكارها في المجتمع الفلسطيني، في ظل اتجاه متنامي نحو المغالاة في المهور والمبالغة في تكاليف الزواج بإقامة الاحتفالات والولائم وشراء الذهب والأثاث اللازم لبيت الزوجية، وقد أصبحت هذه المشكلة سبباً في معاناة كثير من الشباب.

وفي مجتمعنا ارتبطت كثير من القيم المكلفة والمرهقة التي يلتزم بها الخاطب أو العريس في مواقف الخطبة والعقد، وتكبد الكثير من الأعباء والالتزامات عليه وعلى أسرته، بالإضافة إلى قضية المفاخرة والظهور بمظهر مشرف أمام الآخرين أو أحسن منهم بذخاً وسمعة في حفلات الزواج.

ولكي يستطيع الشاب الفلسطيني توفير ما سبق من احتياجات الزواج فإنه يحتاج لعشرات السنوات وذلك في ظل انعدام الوظائف وتأخر أو انقطاع الرواتب وصعوبة الحياة في المجتمع الفلسطيني وخاصة المجتمع الغزّي الذي يشهد حصاراً منذ تسعة أعوام، وتعرضه لثلاثة حروب خلال هذه الأعوام ما جعل عائلات كاملة لا تجد لها مأوى ومسكن، فكيف بشاب مقبل على الزواج؟

إيهاب وغلاء المهور

"إيهاب" -اسم وهمي- شاب فلسطيني في الـ 27 من عمره، يعمل في مهنة البناء مع والده، يعيش في منزل متواضع يتكون من والديه وخمسة من الإخوة والأخوات وهو يكبرهم.

تقدم إيهاب للزواج وكالعادة تعرض لنفس الظروف التي يمربها أغلب الشباب الفلسطيني من مهور عالية وبيت مستقل وعفش بيت وتعليم وصالة أفراح فاخرة وغيرها من الطلبات ..، ولم يكن له خيار إلا الموافقة أو عدم الزواج لسنوات أخرى مقبلة، الأمر الذي جعله يلجأ للخيار الأول ويتزوج من الفتاة وتأجر بيتاً مستقلاً وبدأ حياته الزوجية.

وبمجرد اختيار "إيهاب" للزواج على أية حال فقد بات يعيش مطارداً بين صاحب الشقة الذي يطلب ايجار الشقة، وأصحابه ومعارفه الذين يطالبونه بديونهم، وصاحب البقالة، وزوجته التي لا تنتهي مطالبها.

وبينما كان العريس "إيهاب" حائراً في آلية توفير المال لسداد الديون المتراكمة، وصلته رسالة SMS على هاتفه الجوال من الاحتلال الصهيوني يطالب فيها المواطنين الفلسطينيين تقديم معلومات عن المقاومة مقابل الحصول على مبالغ مالية مغرية.

اتصل "إيهاب" على الرقم وطلب من ضابط الشاباك الصهيوني المال أولاً ثم تقديم المعلومات، ظناً منه بأنه سيخدع الشاباك، وبدوره وافق ضابط المخابرات الصهيوني على طلب "إيهاب" وأبلغه أنه سيرسل له المال.

بعد يومين اتصل ضابط الشاباك الصهيوني بـ"إيهاب" وطلب منه استلام المبلغ من "نقطة ميتة" حددها له، وبعد أن استلم العريس المال من النقطة الميتة، اتصل بالضابط وأبلغه أنه كان يخدعه من أجل الحصول على المال، وأنه يرفض التعاون معه.

لم يكن ذكاء العريس الملهوف على المال أقوى من ذكاء ضابط الشاباك، حيث كان رد ضابط الشاباك وبكل هدوء أنه صوره وهو يستلم المال بالإضافة إلى تسجيل محادثاته الصوتية، وبدأ يهدده بنشرها وفضحه إن لم يتعاون معه.

خضع العريس "إيهاب" لضابط الشاباك الصهيوني خشية أن يفضح، وسقط في وحل العمالة، واستمر في ذلك لمدة عامين قبل أن يقبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى