ديلي تلغراف: اللوبي اليهودي متنفذ في السياسة الأميركية
الجزيرة نت
كتب محرر الشؤون الأميركية في ديلي تلغراف أن أكثر الأفكار الخاطئة صمودا في مجال السياسة الأميركية هي فكرة اللوبي اليهودي المتنفذ.
فالمشهد كما يراه الغرباء، السياسيون يصطفون لتقديم فروض الولاء لجماعة ضغط تعزز مصالح بلد صغير في الشرق الأوسط هو دليل أكيد على النفوذ غير المتجانس الذي يستخدمه اليهود ببراعة في الحياة الأميركية.
وإلا لماذا يسارع مرشحو الرئاسة كل عام لحضور الاجتماع السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية “أيباك”؟ وإلا لماذا لا يألون جهدا لتأكيد أنهم لا يقولون شيئا هناك لا يرضي اللجنة؟
وقال المحرر إن صوت الناخب اليهودي غير ذي أهمية كبيرة. فاليهود يشكلون أقل من 3% -والمسلمون نفس النسبة تقريبا- من مجموع سكان أميركا. ومع أن النسبة في نيويورك وفلوريدا أكبر قليلا، فإنها لا تزال أرقاما فردية.
وقد يتضاءل النفوذ السياسي المباشر للسكان اليهود أكثر بحسب أهدافه في التصويت للمرشحين الديمقراطيين. وفي هذه الحالة، كما هو الحال في نواح أخرى كثيرة، يتشكل سلوك التصويت اليهودي أكثر بواسطة ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية من أي اهتمامات بالدين أو بالسياسة الخارجية.
فإذا استخدم اليهود بعض النفوذ الانتخابي المباشر، فلابد أن السبب في قوة اللوبي الإسرائيلي، كما يقول ناقدوه، أنه يستخدم النفوذ المالي والسياسي لليهود الأميركيين لممارسة قوة خانفة على مناقشة السياسة الخارجية. وهذا يستوجب على السياسيين أن يلزموا أميركا بتأييد غير ممحص لإسرائيل، بغض النظر عن المصالح الأميركية الأخرى في المنطقة.
وهذه الفكرة تنطوي على مغالطة كبيرة. ففي بلد متنوع كأميركا يحاول المرشحون باستمرار التأكيد أنهم يلقون حظوة عند الشعب من أتباع كل الأديان والتقاليد تقريبا. فقد أُرغم جون ماكين الأسبوع الماضي على التنكر من تأييد قس وصف الكاثوليكية بأنها “دين كراهية غير سماوي”.
وأشار الكاتب إلى أن هناك سببا أكبر للاعتراض على الوصف المألوف للوبي اليهودي. فأيباك بلا شك واحدة من أكثر المنظمات الضاغطة فعالية في واشنطن. لكنها تنجح لأن أعدادا غفيرة من الأميركيين يشاركونها أهدافها، ليس لأنها تستعمل القوة بطريقة ما مع السياسيين لتأييدها. فالمرشحون يريدون بركة أيباك لأنهم يعرفون أن رؤيتهم كموالين لإسرائيل أمر أساسي لمصداقيتهم في السياسة الخارجية.
وفي استطلاعات الرأي يعبر الأميركيون عن تأييد كاسح لإسرائيل. فهم يرونها كديمقراطية مزدهرة تشكلت في مناخ قاس. وبالنسبة لباراك أوباما بصفة خاصة فإن تبديد الشكوك حول مصداقيته الموالية لإسرائيل أمر أساسي للفوز بأصوات معظم الأميركيين.