الأمن المجتمعي

كيف تسبب في استهداف أحد أقربائه؟

المجد – خاص

الاحتلال الصهيوني وأجهزة مخابراته يسعى بكل الأساليب والوسائل والحيل للوصول إلى المطلوبين من جهة ولإسقاط الشباب في وحل العمالة من جهة ثانية، دون النظر إلى أخلاقية هذه الوسيلة أو إلى نتائج هذه الوسيلة، وفي هذا التقرير نتطرق لقصة وقضية واقعية تدلل على عنجهية الاحتلال الصهيوني واستبداده.

تمثلت القضية في استهداف قائد كبير في أحد فصائل المقاومة الفلسطينية من قبل الاحتلال الصهيوني وذلك بعد استطاعة جهاز الأمن العام الصهيوني "الشاباك" الحصول على المعلومات من خلال أحد أقرباء القائد المستهدف.

وبعد أن كان "أبو أحمد" -اسم مستعار- ابن عم القائد المستهدف والمقرب منه جالس يتصفح صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تعرف عليه شخص يدَّعي أنه دكتور متخصص في علاج الأعصاب في احدى الدول العربية.

وتوطدت العلاقة والحديث بينهما، وبدأ الدكتور يحدث أبو أحمد عن رغبته في زيارة قطاع غزة، وأنه يحب أهل غزة، ويعشق مقاومتها، ويريد تقديم أي خدمة لقطاع غزة ومقاومته.

بدوره أبو أحمد ولعدم درايته وقله خبرته ومستواه العلمي المتدني، بدأ يصرح للدكتور بمعلومات عن المقاومة وخدمته لها، وبدأ يحدثه عن ابن عمه القائد وعن بطولاته في التصدي للاحتلال الصهيوني، وكيف كان يساعد ابن عمه في التخفي عن الأنظار وعن عيون العدو.

وبعد مرور الأيام تمكن الاحتلال الصهيوني من استهداف ابن عم أبو أحمد وأحد أكبر القادة في فصائل المقاومة، بعد حصول جهاز "الشاباك" الصهيوني على المعلومات من أبو أحمد، من خلال حديثه مع ضابط الشاباك، الذي ادعى أنه دكتور أعصاب من دولة عربية.

بعدها تلقى أبو أحمد اتصالاً هاتفياً من ضابط المخابرات الصهيوني الذي كشف له الحقيقة، وطلب منه التعاون مع الشاباك الصهيوني، أو أن يتم فضحه ونشر الحوار الدائر بينه وبين الضابط الدكتور على مواقع الانترنت.

وجد أبو أحمد نفسه أمام خيارين، أولهما أن يسلم نفسه لأجهزة أمن المقاومة ويروي ما حدث مع تحمل عواقب تسريبه للمعلومات، وثانيهما أن يرتبط بالمخابرات الصهيونية حتى لا تفضحه.

ونتيجة الوعي الذي توصل له الشعب الفلسطيني حول مخاطر العمالة أو الشروع بها، اختار أبو أحمد الطريق الأسلم والأصح وهو الطريق الأول، وسلم نفسه لأجهزة أمن المقاومة، والتي بدورها عالجت القضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى