تقارير أمنية

لماذا لا يسلم العملاء أنفسهم ويعلنون التوبة؟

المجد – خاص

سؤال قد يتبادر إلى ذهن العديد من الناس، لماذا لا يسلم العملاء أنفسهم رغم كل هذه الدعوات التي تقدمها المقاومة من أجل التوبة والعودة إلى أحضان الوطن؟

العميل م. و – 22 عاماً، متخابر لفترة 3 سنوات التقاه مراسل المجد الأمني سأله عن عدم تسليم نفسه رغم فتح باب التوبة فأجاب: كنت في صراع قاس مع نفسي وفكرت كثيراً بالتوبة وتسليم نفسي، لكن ضابط المخابرات الصهيوني كان يؤكد لي أنه في حال قمت بتسليم نفسي سيتم إعدامي أو حبسي لفترات طويلة.

أما العميل س. أ 37 عاماً متخابر منذ 7 سنوات، صارحت ضابط المخابرات أنني أريد التوبة وترك العمل معهم لأني بدأت في الخوف، فكان رد الضابط بأن اطمئن كثيراً فـ "حماس" لا تعرف عني أي شيء وعلي بأن أسمع لنصائح الضابط وأنه في حال وجود خطر علي لو كان 1% فإنه (أي ضابط المخابرات) سيعلمني بالخطر وسيقوم بنقلي إلى داخل الأراضي المحتلة بطريقة آمنة.

و يقول العميل أ. ش 44 عاماً متخابر منذ 9 سنوات ، عندما فكرت بالتوبة وتسليم نفسي شعر ضابط المخابرات بذلك، فقام بتخويفي من "الفضائح" التي ستلحق بعائلتي وأهلي وأن نهايتي ستكون بالإعدام، وأن "حماس" "لا تخاف الله" !! "وستعدمك لا محالة".

كما وأجرى مراسل المجد الأمني بصعوبة بالغة اتصالا هاتفياً مع المتخابر التائب "أبو أحمد" 38 سنة متخابر منذ 11 سنة، يقول عندما أعلنت الحكومة في غزة عن فتح باب التوبة عشت صراعاً مع نفسي وصارحت به ضابط المخابرات والذي بدروه أخذ ينصحني بعدم التسليم وأن مصيري سيكون الإعدام وأخذ بطمئنتي ووعدني بتسهيل نقلي إلى داخل الأراضي المحتلة في حال قمت بتنفيذ مهمه (خطيرة) تكون الأخيرة لي ثم ينقلني، لكني رفضت وقررت التوبة. 

أعلن في أوقات سباقة عن دعوات للتوبة لمن سقطوا في وحل العمالة كما وأن باب التوبة مفتوح لمن رغب في العودة إلى أحضان شعبه

وعن سؤال "أبو أحمد" كيف تم التعامل معه بعد تسليم نفسه للأجهزة الأمنية في غزة أجاب: كنت في حالة من الربكة وتردت كثيراً في صراع داخلي قاسي، إلى أن ذهبت إلى أحد رجال المقاومة معروفين في منطقتي وأخبرته بما حدث معي منذ 11 عاماً وعن رغبتي في تسليم نفسي والتوبة، فشكرني على هذه الخطوة "التوبة" ثم اجرى اتصالا هاتفياً ببعض الأشخاص وحدد موعد ومكان للجلوس معي بعدياً عن المراكز الأمنية، وأخذت اعترافاتي وبعض المعلومات، وقمت بتسليمهم الهاتف الذي استخدمته في الاتصال مع المخابرات الصهيونية، ثم تم اطلاق سراحي، وها أنا اعيش حياتي بشكل طبيعي دون أي مشاكل تذكر أو أن يعلم أحد بما حدث معي.

وقدم "أبو أحمد" نصيحته بدعوة كل من سقط في هذا الوحل أن يبادر في التوبة وأنه سيجد راحة نفسية لا مثيل لها وصدراً حانياً يتقبل العفو والصفح. واردف حديثه بعبارة (عمره ماكن عدوك أرحم من أبن شعبك وقضيتك).

وفي نفس الموضوع ألتقى مراسلنا أحد ضباط الأمن في غزة،  وونناشد في موقع المجد كل من سقط في هذا الوحل أن يتوب إلى الله ويسلم نفسه إلى الأجهزة الأمنية والتي سيجد لديها التفهم والعطف والمساعدة في الخروج من هذا المستنقع، مؤكداً على أن عدد من العملاء الذين سلموا أنفسهم خلال الفترات الماضية يتمتعون حالياً بحياة كريمة بين أهاليهم وشعبهم دون أن يعرفهم أحد أو حتى تسجل أسماؤهم في المحاضر الأمنية.

وختم الخبير الأمني حديثه بدور الأجهزة الأمنية في غزة والتي سجلت العديد من الإنجازات في مجال مكافحة التخابر باعتقالها عملاء مخضرمين والذين كانوا يعتقدون أنهم في منأى عن الوقوع في يد العدالة، مشدداً على أن العميل الذي يتم القبض عليه تتخذ بحقه الاجراءات القانونية ويشدد عليه العقاب، على خلاف من يسلم نفسه طواعية.

حملة تخابر سابقة

 هذا وقد أعلن في أوقات سباقة عن دعوات للتوبة لمن سقطوا في وحل العمالة كما وأن باب التوبة مفتوح لمن رغب في العودة إلى أحضان شعبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى