المخابرات والعالم

المبرمج المصري الشريف.. يخترق اخطر منظومة صاروخية للكيان

المجد –

من المؤكد أن صراع العقول بين جهاز المخابرات المصري، وجهاز المخابرات الصهيوني معركة طويلة، لا ينتهي فصل من فصولها، حتى يبدأ آخر. فقد نشرت صحيفة معاريف الصهيونية فضيحة منظومة الصواريخ حيتس تحت عنوان"برامج الصاروخ "حيتس" كتاب مفتوح أمام المصريين".

الصاروخ "حيتس" يستخدم في الدفاعات الجوية الصهيونية، فهو في واقع الأمر أهم وأخطر منظومة دفاع جوى فى دولة الكيان وربما فى العالم، استثمرت فيها دولة الكيان مئات المليارات من الدولارات، وعشرات السنوات بمساعدة ودعم أمريكي مفتوح، بعد أن توصل الإستراتيجيون الصهاينة، والأمريكان بعد حرب الخليج الثانية مباشرة، إلى أن التهديد الحقيقي الذي قد يواجه دولة الكيان في أي حرب شاملة مع دول المواجهة العربية يتمثل فى الصواريخ الباليستية التي تعتمد عليها الجيوش العربية بشكل رئيسي.

وتحمست الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدة دولة الكيان بجدية، في تنفيذ مشروعها للدفاع الصاروخي بعد فشل منظومة بطاريات الصاروخ "باتريوت" الأمريكية، فقد اعتبرت دولة الكيان الصاروخ "حيتس" (السهم بالعبرية) مشروعا قوميا صهيونياً.

وعكف العلماء الصهاينة على تطوير تلك المنظومة الصاروخية "حيتس" الموجهة إليكترونيا، وأنفقوا ملايين الدولارات، فى مشروع مواز لبناء منظومة تحكم عالية التقنية تقوم بمهمة تشغيل بطاريات الصواريخ، وربطها بأجهزة الرادارات والتحكم الأخرى إليكترونيا. وعرفت المنظومة الأخيرة باسم (حوما) أي "السور" باللغة العبرية أيضا. اللغة العبرية التي كانت ثقب الباب الضيق الذى نفذت منه عيون المصريين لتغترف المعلومات المفيدة عن منظومة الصواريخ الدفاعية "حيتس" وتحولها من مظلة أمان لدولة الكيان، إلى مظلة مثقوبة تكشف أكثر مما تستر.

لقد كانت المفاجأة التي هزت دولة الكيان يوم السبت (14-2-2004) وكشفتها صحيفة معاريف بالصدفة البحتة، ولم تكتشفها أجهزة صهيونية أمنية من موساد وشاباك، واستخبارات حربية "أمان" واستخبارات تكنولوجية الوحدة (8200). ها أن المهندس وعالم الإليكترونيات الذي أشرف على تطوير برنامج تشغيل منظومة "حيتس" الصهيونية هو مهندس مصري يدعى "خالد شريف" يقيم في القاهرة، ويعمل مصمم برمجيات في فرع شركة IBM العالمية بالقاهرة.

لعب العالم والمبرمج المصري "خالد شريف" دورا هاما ومحوريا فى حماية الأجواء الصهيونية من تهديدات ومخاطر الصواريخ الباليستية. وخالد شريف هو مهندس كمبيوتر عبقري وموهوب، يعمل بشركة (IBM) عملاقة التكنولوجيا العالمية فرع القاهرة. في الشهور الأخيرة تبادل شريف هو وطاقم عمل من الخبراء المصريين الرسائل الإليكترونية مع نظرائهم الصهاينة العاملين بفرع (IBM) داخل دولة الكيان. ودارت المناقشات والرسائل المتبادلة حول تحديد وإصلاح عدد من العيوب التي ظهرت في برنامج الكمبيوتر المعروف باسم (motif)، وهو البرنامج الرئيسي الذي تعمل من خلاله منظومة الصواريخ "حيتس".

إن الحقيقة التي اكتشفتها صحيفة معاريف وغفلت عنها جميع الأجهزة الأمنية الصهيونية، ولم تعرف عنها شيئا إلا عندما أسرعت هيئة تحرير الصحيفة بتقديم بلاغ رسمي يحتوى على جميع المعلومات التي توصلوا إليها. وهى أن علماء ومبرمجين مصريين يقيمون في القاهرة، يعملون منذ شهور طويلة مع علماء ومبرمجين صهاينة يقيمون في تل أبيب، ويتعاونون في إصلاح عدد من العيوب الفنية والإليكترونية ظهرت في المنظومة الدفاعية للصاروخ "حيتس". وبالتحديد في برمجيات المنظومة السرية المعروفة بالاسم الكودى (حوما "السور") ومهمتها تشغيل بطاريات الصواريخ من طراز "حيتس".

وتوضح معاريف أن جميع المعلومات الآن بحوزة المخابرات المصرية،بعد التأكد من توجيهات معينة من المخابرات المصرية إلى خالد شريف.

أما أكثر السيناريوهات سوداوية هو أن جميع المعلومات الآن بحوزة جهات معادية قد تكون نجحت في تخريب منظومة الصاروخ.

وتؤكد الصحيفة كذلك أنها تنشر هذه المعلومات وهى في منتهى الحزن، فلا يعقل أن نتصور أن العلماء الأمريكان الذين عكفوا في أربعينيات القرن الماضي على تطوير أول قنبلة نووية، جلسوا يناقشون تفاصيل بناء هذه القنبلة مع نظرائهم في موسكو، عبر أسلاك الهاتف مثلا.

معاريف تعتبر ما حدث فضيحة استخباراتية بكل المقاييس، والذي يضاعف حجم الفضيحة وأبعادها أن الأجهزة المعنية في دولة الكيان ظلت غارقة في سبات عميق، حتى أيقظتها وسائل الإعلام، وعلى الفور شكلت طواقم فنية للبحث عن برامج تجسس قد تكون المخابرات المصرية قامت بزراعتها بالبرنامج للسيطرة على المنظومة الدفاعية أو استخدامها لخدمة جهات معادية.

لكن صحيفة معاريف نسبت لمصادر في وزارة الدفاع الصهيونية قولها: "إن شفرات وحزم معلومات، وبيانات عن البرنامج جرى تبادلها لفترة طويلة بين فرعى الشركة، بل وأثناء المناقشات تسرب الاسم الكودي للمشروع وهو يعتبر بمثابة سر حربي صهيوني، هذا بالطبع بخلاف الجيل الجديد من البرنامج الذي يتم تطويره في القاهرة. والذي قررت السلطات الصهيونية وقفه، ووقف التعامل مع العلماء المصريين بهذا الخصوص لأجل غير مسمى.

هذه التصريحات المتناقضة للمسئولين الصهاينة تؤكد كبر حجم الكارثة، وتضاعف أبعاد الفضيحة، وتدشين لبداية مرحلة جديدة من مراحل الصراع ألاستخباري، إنه عصر الجاسوس الإليكتروني، و"أحصنة طروادة".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى