كيف سيتعامل العدو الصهيوني مع إطلاق الصواريخ ؟
المجد – خاص
بمجرد سقوط الصواريخ على الأرض المحتلة يسارع الإعلام العبري للحديث عن الجهة التي تقف خلف هذه الصواريخ، وغالبا ما تكون معلومات الإحتلال بخصوص ذلك دقيقة وصحيحة.
المبرر المنطقي لذلك هو أن العدو يسعى للتفريق بين الصواريخ التي تطلقها المقاومة المنظمة والتي يقف خلفها تنظيمات كبيرة، وبين الصواريخ التي تطلقها تنظيمات صغيرة تطلق صواريخها بدافع صراعات داخلية بصفوفها أو صراعات فكرية مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
هذا السعي يعطي إنطباع بأن العدو الصهيوني غير معني بالتصعيد طالما كانت التنظيمات الكبيرة في المقاومة غير معنية بذلك أيضا، وأن ردات الفعل المتبادلة على هذه الصواريخ مهما بلغت لن تتدحرج نحو حرب أو مواجهة مفتوحة.
الحديث عن خيارات العدو في كيفية التعامل مع هذه الصواريخ والرد عليها يمكن تلخيصه في خيارين،الأول ترك المجال في غزة لمنع هذه الصواريخ حفاظا على حالة الهدوء المتبادلة والتي يمكن أن تفضي إلى إتفاق يرسخ حالة التهدئة نحو إنفراجة للأوضاع المعيشية والإقتصادية.
الخيار الثاني أن يقوم العدو بتصعيد الإشتباك مع المجموعات التي تطلق الصواريخ من خلال تنفيذ عملية اغتيال لعدد منهم، ليحقق إحراج شعبي لحركة حماس.
هذا الخيار يمكن أن يسوق الأوضاع في غزة إلى حالة اللاسلم واللاحرب، ليحقق من خلال ذلك عدم تقديم أي إلتزامات لغزة يكون من شأنها إحداث إنفراجة تعطي حماس إنجازا يزيد من شعبيتها.
تعزيز هذه الحالة أيضا سيؤدي إلى إستنفار أمني متواصل للمقاومة الفلسطينية والذي سيعيقها عن الإستمرار في مشروع الإعداد والتجهيز للمواجهة المقبلة مع العدو، وهذا سيعطي العدو إمكانية إستهداف هذا المشروع كلما امتلك المبرر لذلك من خلال الصواريخ.
تفاصيل الخيار الثاني تؤكد أن الصواريخ الأخيرة ليست في صالح المقاومة، وهي تعطي للعدو خيارات ذات أفضلية ليقوم بالتخطيط لما يناسب أهدافه، فهي على الأقل لا تنزع منه الذرائع في عدم مهاجمة قطاع غزة.
التنظيمات المقاومة الكبيرة في غزة مجمعة على أن هذه الصواريخ ليست في الصالح العام، وهذا الإجماع مدعوم شعبيا بدرجة كبيرة، مما يعطي لهذه التنظيمات الدوافع للعمل على منع هذه الصواريخ والحفاظ على حالة الهدوء القائمة، لكن يبقى السؤال القائم، هل سيعطي العدو الفرصة لذلك أم أنه سيستغل هذه الصواريخ بشكل آخر ؟