تقارير أمنية

حقائق لا تعرفها عن شارع – جكر –

المجد – خاص

انتشرت مؤخراً العديد من الصور التي أظهرت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أثناء إنشائها وتعبيدها لطريق شقته على بعد مئات الأمتار على طول الشريط الحدودي الشرقي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48.

أطلقت المقاومة الفلسطينية اسم "القدس" على الشارع الحدودي الذي ما زالت تشيده حتى اللحظة، بينما أطلق عليه الغزيون اسم "جكر" دلالة على تحدي الاحتلال الصهيوني.

ويمتد الشارع على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة وعلى مسافة 250 م إلى 300 م من السياج الأمني الفاصل تتفاوت من منطقة إلى أخرى، وتقيم المقاومة مقابل كل برج مراقبة صهيوني، موقعاً عسكرياً لها.

وتباينت ردود فعل أبناء المجتمع الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي حول إنشاء شارع "جكر"، فهناك من رأى أنها الخطوة الأولى لمشروع التحرير القادم، بينما رآها آخرون أنها تصب في مصلحة الاحتلال الصهيوني وتقدم خدمة في حماية الحدود الصهيونية من أفعال المقاومة.

أما المقاومة الفلسطينية ما زالت تلتزم حتى اللحظة بالصمت، ولم تصرح بشكل رسمي عن سبب شقها لشارع "جكر"، أو أية تفاصيل عنه.

لكن المختص في الشأن الأمني "إسلام شهوان" قال أنه "لابد من النظر بموضوعية إلى هذا الشارع رغم ما قيل عنه في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي"، ويرى أن هذا العمل له أبعاد أمنية واجتماعية وعسكرية.

وأوضح شهوان أن الخطوة التي اتخذتها المقاومة الفلسطينية هي خطوة إستراتيجية على طريق التحرير ، مبيناً أنه في كل عدوان على قطاع غزة يتم إبرام اتفاق تهدئة وبعد ذلك يتنصل العدو من هذه المساحة الجغرافية التي هي حق طبيعي للفلسطينيين كجزء من أرضه تم تحريره وليس منة من الاحتلال.

وذكر المختص الأمني "شهوان" أبرز الدلالات والمآلات الأمنية والاجتماعية لهذا الشارع في عدة نقاط:

أولاً: حماية الجبهة الداخلية من خلال منع وصد تسلل بعض الشباب والمراهقين من أبناء قطاع غزة عبر الشريط الحدودي الشرقي مع الأراضي المحتلة، نتيجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، مما قد يجعلهم عرضة للارتباط مع الاحتلال.

ثانياً: العمل على سد كل الثغرات التي يستغلها تجار المخدرات أو مروجيها أو من يقومون بتبادل هذه السموم عبر الشريط الحدودي في مناطق أحياناً تكون قريبة جداً من مناطق التماس مع العدو التي يصعب على الأجهزة الأمنية الوصول إليها، لذلك ستعمل هذه الخطوة على الحد من آفة المخدرات.

ثالثاً: حماية المحيط العام لقطاع غزة من ناحية أمنية وعسكرية بمعنى أننا لن نسمع في المرات القادمة عن عمليات توغل صهيوني أو تجريف في أراضينا الزراعية.

رابعاً: رفع الروح المعنوية لأبناء المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني، وهذا كان واضحاً عند مشاهدة مقاطع الفيديو التي تم تسجيلها، والتي شعر الغزيون بنشوة الانتصار بعد نشرها.

وختم "إسلام شهوان" قوله بأن "هذا العمل يدلل على أن المقاومة الفلسطينية تعمل برؤية إستراتيجية ضمن تخطيط بعيد المدى فيما يتعلق في كل المآلات المختلفة، سواء كان المآل الأمني أو المآل العسكري".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى