تقارير أمنية

الجاسوسة التي استولت على قلب هتلر

المجد – خاص

تلذذ الصحفيون بنشر الشائعات حول العلاقة التي كانت تربط الفنانة المفضلة لدى أدولف هتلر أولغا تشيخوفا بالمخابرات السوفيتية، هذه المرأة، "نجمة " السينما الألمانية التي هاجرت إلى ألمانيا من روسيا البلشفية، كانت محاطة بالكثير من الأسرار والألغاز، معظمها لم يتم الكشف عنها حتى يومنا هذا.

فمنذ نعومة أظفارها أذهلت أولغا تشيخوفا الجميع بجمالها وذكائها وتصميمها، أظهرت موهبة فريدة من نوعها وسط كوكبة من هؤلاء الفنانين الكبار. لكنها فشلت في حياتها الأسرية، وافترقت عن زوجها بعد ولادة ابنتها. في تلك الأثناء اندلعت أحداث الثورة البلشفية في روسيا، وبدأت الحرب الأهلية تدق ناقوس الخطر في كل مكان، ولهذا هاجرت أولغا إلى ألمانيا عام 1920.

بدأت أولغا حياة جديدة في هذا البلد، حيث لعبت الممثلة أدواراً في بعض المسارح الفقيرة، لكنها كانت مصممة على تحقيق ذاتها وشق طريقها المهني. وبالفعل حققت أولغا إنجازات كبيرة، ولفتت انتباه كبار المنتجين السينمائيين. وأصبح اسم تشيخوفا يظهر أكثر فأكثر على لوحات الإعلانات السينمائية.

ولدى وصوله إلى السلطة عام 1933، دعا هتلر الفنانة إلى حفل استقبال رسمي. وبالطبع سحرت هذه الفتاة الروسية بجمالها القادة النازيين، ومنذ ذلك الحين أصبحت تدعى إلى جميع الاحتفالات الرسمية الهامة، مع الإشارة إلى أن هتلر وحاشيته كانوا يشاهدون جميع الأفلام التي كانت تلعب فيها أولغا الدور الرئيسي، وقتها كانت تفتح جميع الأبواب أمام السيدة الروسية التي انتشر اسمها مدوياً في جميع أنحاء ألمانيا. وبطبيعة الحال، فإن مثل هذه السيدة التي كانت تتمتع بنفوذ منقطع النظير، والتي كان بإمكانها الوصول مباشرة إلى هتلر وغيره من قادة الرايخ الثالث، كانت محط اهتمام جهاز الاستخبارات السوفيتية.

فقد وصف الجنرال بافل سودوبلاتوف، ذلك العميل السوفيتي الشهير، أولغا تشيخوفا بأنها عميلة سوفيتية. حيث أكد بأن الأجهزة الخاصة وضعت عام 1942، خطة لاغتيال هتلر، كان للفنانة الجذابة الدور الرئيسي فيها، وذلك عن طريق استغلال علاقتها بهتلر، وتمرير مجموعة من القوات السوفيتية الخاصة. ولكن في اللحظة الأخيرة، ألغى جوزيف ستالين فكرة اغتيال الزعيم النازي.

وفي ربيع عام 1945، وصلت الحرب إلى برلين، وبات الرايخ الثالث وزعيمهم أدولف هتلر يعيش أيامه الأخيرة. وقتئذ ظهر ضباط من جهاز الاستخبارات السوفيتية في منزل تشيخوفا في شهر نيسان/أبريل من ذلك العام، وأخذوها على متن طائرة إلى موسكو، واستقروا بها في شقة مجهولة. وبعد شهرين، أعاد هؤلاء الضباط أولغا إلى برلين وتركوها.

والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف يمكن تفسير هذه الرحلة الغريبة؟ المعروف أن القيادة السوفيتية كانت على علم بصداقة تشيخوفا مع هتلر، وهذا كان كافيا لاعتبارها عدوة. وكما كان معلوماً أيضاً هو أن ستالين لم يكن يرأف بأعدائه. لكن تشيخوفا نفسها كتبت في مذكراتها بأن ضباط الاستخبارات السوفيتية تحدثوا معها في موسكو عن الأدب الروسي والموسيقى والمسرح والسينما، بالإضافة إلى انطباعاتها عن القادة النازيين.

لكن يشير المراقبون أنه كان بإمكان هؤلاء الضباط أن يتحدثوا معها عن هذه المواضيع في برلين، ولذلك يرى الجنرال سودوبلاتوف أن العميلة تشيخوفا نقلت معلومات سرية للقيادة السوفيتية وتسلمت تعليمات جديدة. يشار إلى أنه في عام 1945، انتشرت شائعات بأن ستالين أمر بتقليد تشيخوفا جائزة وسام لينين لخدماتها للاتحاد السوفيتي. بعد ذلك ظهرت عناوين حول هذا الموضوع في الصحف الأوروبية، مع الإشارة إلى أن الفنانة نفت هذه الشائعات.

بعد هذه الزيارة الغامضة إلى موسكو، انتقلت أولغا تشيخوفا من برلين إلى ألمانيا الغربية، وواصلت العمل في مجال الفن السينمائي، وقامت بتأسيس شركة لإنتاج مستحضرات التجميل باسمها في ميونيخ. توفيت أولغا تشيخوفا عام 1980، وبقيت إلى وقتنا الحالي واحدة من النساء الأكثر غموضاً في القرن العشرين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى