تفاصيل استهداف الموساد للشهيد خليل الوزير”ابوجهاد”
المجد – خاص
مهندس الانتفاضة الكبرى عام 1987 القائد الرمز المناضل خليل الوزير أبو جهاد، يسقط على أيدي عناصر الموساد التي تسللت لتغتال الشهيد على أرض تونس في بيته بعد أن سخرت كل طاقاتها العسكرية والتكنولوجية والأمنية من اجل تتبع خطوات الشهيد والوصول إليه.
التخطيط وجمع المعلومات
قام جهاز الموساد بجمع ادق التفاصيل عن حياه وتحركات ابوجهاد وتم بناء فيلا على شاكلة فيلا ابوجهاد داخل دولة الكيان بتفاصيلها الدقيقة المستمدة من جهاز الموساد وتدريب الوحدات العسكرية على العملية بداخلها، وقد اشرف على ذلك "آمنون ليبكين شاحاك" رئيس الاستخبارات العسكرية الذي وفّر معلومات لازمة لتنفيذ العملية بنجاح، "وناحوم أدموني" رئيس جهاز الموساد الذي قدّم أيضاً معلومات دقيقة لإنجاح العملية، و "إيل رجونيس" ضابط الاستخبارات في دورية هيئة الأركان والذي بدأ بجمع معلومات في نهاية عام 1987 بعد تسريحه من الجيش، و (دان شومرون) رئيس الأركان الصهيوني الذي صادق على عملية الاغتيال.
وقد استعان جهاز الموساد بطائرة بوينغ 707 كانت تحلّق قرب الشواطئ التونسية لجمع معلومات وبثها والتنصت على الهواتف التي يستخدمها القادة الفلسطينيون، والاستعانه بشبكة الموساد في تونس، التي مكنته من التسلل إلى الشواطئ التونسية لتحديد المكان الأكثر أمناً لانطلاق وحدة الكوماندوز التي أوكل إليها مهمة تنفيذ الاغتيال.
ما قبل التنفيذ
أشرف عدد من كبار العسكريين بينهم اللواء (أيهود باراك) صاحب السجل الحافل بعمليات الاغتيال واللواء (أمنون شاحاك) رئيس الاستخبارات العسكرية على تنفيذ العملية من الجو والبحر. أسطول الطائرات في الفضاء يتابع كل حركة على الأرض عبر تردّد لاسلكي، وصلت فرق الكوماندوز بالزوارق المطاطية إلى شاطئ تونس بعدما نقلت على متن أربع سفن، من بينها اثنتان نقلت عليهما مروحيتين، لاستخدامهما في حالة الاضطرار لعملية إخلاء طارئة إذا حدث أي خلل أو طارئ غير متوقع.
انتظرت مجموعات الكوماندوز عودته في منتصف الليل ، وقد انقسمت إلى مجموعات اختبأ بعضها بين الأشجار للحماية والمراقبة. و بعيد منتصف الليل في 16 نيسان سمع الضباط المحمولون جواً أن أبا جهاد قد عاد إلى منزله بسيارة المارسيدس.
لحظة الصفر
وبعد ساعة من وصول أبو جهاد تقدم الصهاينة في مجموعات صغيرة نحو المنزل ومحيطه فأجهز أحدهم على السائق الذي كان نائماً في سيارة المارسيدس.، ومن ثم تم تفجير أبوان المدخل في مقدمة المنزل دون ضجة لاستعمالهم مواد متفجرة حديثة غير معروفة من قبل ، وفي ثوان صعدت إحدى المجموعات إلى غرفة القائد وأطلقت علبة سبعين رصاص بكواتم الصوت أصابته منها أربعون رصاصة.
تم قطع الاتصالات التليفونية والتشويش عليها عبر أجهزة الرادار من الجو في منطقة "سيدي بوسعيد" خلال العملية وعادت المجموعات إلى الشاطئ حيث تركت السيارات التي استعملتها وركبت الزوارق إلى السفن المتأهبة في عرض البحر، ثم عادت إلى دولة الكيان في أربعة أيام وفي حراسة الطائرات الحربية.