المخابرات تروج للمخدرات بالعالم .. وعليها تدور الدوائر
المجد
كان العالم يمر في وضع بالغ الخطورة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية، فقد سقطت نصف أوروبا بيد الإتحاد السوفيتي وكان النصف الآخر يعاني من انهيار اقتصادي لا مثيل له. وكانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تخشى من وقوع إيطاليا وصقلية في يد الشيوعيين، لذا قامت بتمويل المافيا الإيطالية ومدّها بالسلاح.
وقامت أيضاً بتجنيد العصابات في نيويورك وشيكاغو وإرسالهم إلى صقلية ليفعلوا ما يشاؤون، أي تجارة الهيروين. وبمساعدة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، قاموا ببناء مختبرات لصناعة المخدرات والسيطرة على موانئ عدة وإنشاء شبكات دولية لتجارة وتهريب المخدرات، وكانت هذه العملية تدر أموال طائلة على مدى 25 عاماً.
ولقد ساعدت الوكالة أيضاً المافيا الإيطالية لإحكام السيطرة على صقلية وإبقاء الشيوعيين خارجها، إلا أن ذلك أدى إلى إزدهار تجارة الهيروين إلى يومنا هذا. ومن النتائج العكسية والغريبة لتلك الحرب هو تفشي الإدمان على مادة الهيروين في العالم.
وأدى تسهيل تجارة الهيروين من قبل وكالة المخابرات المركزية إلى إدمان أكثر من 30 ألف جندي أمريكي عليه وعدد لا يحصى من المدمنين على مستوى العالم.