المخابرات والعالم

من هو لورنس العرب؟ كي لا نخدع مرة أخرى!!

المجد- وكالات

استمرت الهالة التي أحيطت بها حياة لورنس سنين طويلة بسبب حفظ وثائقه في ملفات وزارة الخارجية و رسائله في جامعة اكسفورد و من المعروف أن الحكومة البريطانية تمنع نشر الوثائق المتعلقة برعاياها و خاصة ما كان له علاقة بمؤامرات المخابرات البريطانية قبل انقضاء أربعين سنة عليها و يعاقب من يغش أو يسرق أو يصور هذه الوثائق بقصد إعطائها للغير بالسجن من خمس سنوات إلي عشرين سنة و لكن عام 1982 صدر تعديل بحيث يسمح برفع غطاء السرية عن الوثائق.

بعد مرور ثلاثين سنة فقط و هكذا كشف النقاب عن وثائق و رسائل لورنس و استطاعت الصحافة الحصول على أسرار حياة لورنس حتى تاريخ و فاته عام 1935 بحادث سيارة فتبين أن لورنس لم يكن متعلقاً بالعرب كشعب بل انه كان يمقتهم و يكرههم و انه لم يحاول توحيد قبائلهم المشتتة عندما كان الأمر بيده بهدف تكوين دولة عربية موحدة بل كان على نقيض من ذلك تماماً كان يسعى لتفتيت العالم العربي و تجزئته لأن مصلحة بريطانيا تحتم ذلك.

وعلاوة على ذلك لم يكن يساعد قضية حرية العرب و استقلالهم كما ادعى و زعم حين عودته إلي لندن بل كان يبذل كل جهده لضم البلاد العربية إلي الإمبراطورية البريطانية و انه و عد العرب بالحرية و الاستقلال ( بناء لتعليمات المخابرات البريطانية) كما و عدهم بتشكيل دولة عربية واحدة لأنه كان يعلم أنه من الأسهل بمثل هذه الطريقة دفعهم للقتال ضد الأتراك و لكنه كان يعلم طيلة الوقت أن حكومته لن تسمح للعرب بالاستقلال و الحرية على الإطلاق لكي تستمر باستعمار هذه البلاد و نهب خيراتها و جاء بتقرير سري أرسله لورنس إلي المخابرات البريطانية عام 1916 قوله :

إننا كبريطانيين إذا تصرفنا مع العرب كما يجب فإننا سنتمكن من تفتيتهم و تجزئتهم إلي إمارات صغيرة شبيهة بالموزاييك السياسي تغار من بعضها و تحارب بعضها و تبقي عاجزة عن التكاتف و الوحدة.

وفوق ذلك كله لورنس عالما باتفاقية سايكس بيكو و لكنه يخفي معلوماته عن العرب و لكنه اختلف مع المخابرات البريطانية فيما بعد ليس لأنها غدرت بالعرب و حنثت بوعودها لهم بل لأنها لم تقبل ( خطته ) في الغدر و الحنث بالوعود لأنه كان يريد أن يصبح حاكماً غير علني على إحدى الدول العربية الدائرة في فلك الاستعمار البريطاني و لكن لندن رفضت رغبته هذه في حينها.

ومن خلاصة الوثائق و الرسائل التي خلفها لورنس وراءه أنه كان يكذب طول الوقت و كان يتخذ لنفسه صورة مأساوية كالتشبه بالشاعر الإنكليزي اللورد بايرون و لكنه لم يستطع أن يكون سوى أفاك واسع الحيلة و إن كتابه ( أعمدة الحكمة السبعة ) نصفه اختلافات و إن لورنس كان في أفضل الظروف نصف محتال و آن المخابرات البريطانية تعرفه على حقيقته و مع ذلك سمحت لبعض موظفيها بأن يسموه ( رجل المخابرات البريطاني الأول في حينه ) و لما أصبحت في غنى عن خدماته تخلت عنه و ألقته جانبا بل و داسته كما يدوس المدخن عقب سيجارته بعد الانتهاء منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى