اعترافات عملاء .. جهاز كشف الكذب؟ (1)
المجد – خاص
أوجدت الثورة التكنولوجية العظيمة في عالمنا المعاصر العديد من الآلات والأجهزة التي ساعدت في تغيير العالم، فمنها ما كان له تأثير إيجابي كبير على العالم والناس وساعد في تغيير حياة الكثيرين، ومنها ما كان له تأثير سلبيّ، ومنها من كان سلاحاً ذا حدّين إيجابي وسلبي بنفس الوقت.
ويعتبر "جهاز كشف الكذب" أو ما يسمّى بـ "البوليغراف" من أغرب الاختراعات التي اخترعها الإنسان، فما هو هذا الجهاز؟ ومن الذي اكتشفه؟ وما هي آلية استخدامه؟ وكيف استفادت منه المخابرات الصهيونية؟
ما هو ؟
هو جهاز يقوم على تسجيل ردود فعل الجسم الفيسيولوجيّة، وهي أداة يخضع لها "المتهم" لكشف كذبه عند التحقيق، وقد استخدمه المحققون، ورجال الشرطة منذ اختراعه كطريقة لكشف كذب المتهم، وقد انقسم الناس على هذا الاختراع بين مؤيدين ومعارضين.
مخترعه
اخترع "جون لارسون" جهاز كشف الكذب في عام 1921م، ويقال أن كلير هو من اخترعه, ولكن قد يكون كلير هو من أسس الفكرة وطورها من بعد جون وهذه كلها قصص لا مصدر لها.
والجهاز غير معترف به من قبل المجتمع العلمي وقد أصدرت الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة تقريراً رسمياً عام 2003 بزيف وثوقية هذا الجهاز.
آلية استخدامه
يعتمد البوليغراف "جهاز كشف الكذب" على أربعة دعائم أساسية عند قراءة نفسية المتهم ومعرفة صدقه من كذبه، ألا وهي:
– معدّل نبضات القلب.
– معدّل تعرّق الجسم.
– معدّل التنّفس.
– قياس ضغط الدم.
وذلك بمقارنة هذه المقاييس بالمعدّلات الطبيعية للجسم، حيث أنّ خبراء الجهاز يستطيعون كشف الكذب من خلال طرح عدّة أسئلة منهجيّة مدروسة من العلماء النفسانييّن المختصين. فهذا الجهاز يقيس المتغيرات الفيسيولوجيّة السابقة نتيجة استجابة الجهاز العصبيّ في الجسم عند الاستجواب والتحقيق، وذلك من خلال ظهور "خطوط متعرّجة" على ورقة الجهاز، فإنّ تغيّر فيسيلوجية الشخص عند الكذب هي الدليل على كذبه خاصة لمن لم يعتاد الكذب، أمّا إن كان الشخص قد اعتاد الكذب دائماً فإنّها يصعب في بعض الأحيان كشف ذلك.
أمّا في يومنا هذا فيتم استخدام هذا الجهاز في تحقيقات الجرائم، وفي تحرّيات الموظفين، وأيضاً في بعض حالات قبل التوظيف. وهناك نوعان أساسيّان من هذا الجهاز، أوّلها الآلة التناظريّة والتي تكشف الكذب من خلال حركة الأقلام السريعة، وهي الأقدم، وثانيها وأحدثها آلة كشف الكذب الرقميّة وهي الأكثر تطوّراً وتعتمد على الخوارزميّات والحاسوب في كشف الحقيقة. ويكون هذا الجهاز متمثلاً بكرسي يجلس عليه المتهم ويربط حول صدره وبطنه حزامين مطاطين لقياس معدّل تنفسه، ويربط فيه آلى قياس الضغط، وقطع معدنية على أصابعه لقياس رطوبة الجسم ومعدل التعرّق، ثمّ يبدأ المحقق بطرح الأسئلة على المتهم، وعند الإجابة يتم تسجيل صحة الإجابة أو خطأها من خلال التأثيرات المسجلة على الجهاز بعد دراسة معدل التنفس، ومعدل نبضات القلب، ومعدل التعرّق، وضغط الدم، فإن سجلت أيّة تغيرات غير طبيعيّة فإنّ المتهم يكذب.
استفادة المخابرات الصهيونية منه
استفادت أجهزة المخابرات الصهيونية من "جهاز كشف الكذب" بشكل كبير وخاصة جهاز الأمن العام الصهيوني "الشاباك" الذي استخدمه في التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين الأبطال ظناً منه القدرة على النيل من عزيمتهم وسحب المعلومات منهم، إلا أن كل أمانيه تبددت أمام صمود الأسرى وعزيمتهم، بالإضافة إلى أنهم تمكنوا من التغلب على ذلك الجهاز.
أيضاً استخدمه "الشاباك" في التحقيق مع العملاء الفلسطينيين الذين يعملون لصالحه للتأكد من صدق المعلومات التي يقدمونها خاصة بعدما تبين أن عملاء الاحتلال يتلاعبون بضباط "الشاباك" ويقدمون له معلومات مغلوطة وكاذبة ولا أساس لها من الصحة وذلك من أجل ضمان استمرار مصلحتهم الشخصية.