المخابرات والعالم

الملياردير الصهيوني الأكثر تأثيرا في العالم؟

المجد

وُلد في ظروف من الفقر، ونشأ ليصبح نجما ثابتا في قائمة أغنى عشرة أشخاص في العالم بواسطة صفقات القمار. فُتحت أمامه جميع أبواب العالم، بدءا بالبيت الأبيض وصولا إلى ديوان رئيس الحكومة في دولة الكيان.

يُصنّف شيلدون أديلسون بشكل دائم في أعلى قوائم أغنياء العالم. تم تقدير ثروته بنحو 31.7 مليار دولار. وهو معروف في الولايات المتحدة باعتباره الداعم الاقتصادي الأكبر للحزب الجمهوري. لقد ساهم مساهمة فعالة في حملات جورج دبليو بوش الرئاسية.

وُلد أديلسون عام 1933 في حيّ دورشيستر في بوسطن، وهو إحدى المناطق الأكثر فقرا في الولايات المتحدة. عمل والده لكسب الرزق كسائق سيارة أجرة، وكانت والدته خيّاطة. كان كلاهما يهوديّين فقيرين من أوروبا الشرقية: كانت والدته من أوكرانيا، وكان والده من ليتوانيا.

كانت مدينة لاس فيغاس هي التي حوّلت أديلسون إلى ما هو عليه اليوم، وهي مدينة القمار في الولايات المتحدة. اشترى أديلسون عام 1988 فندق "ساندس" في لاس فيغاس مقابل 128 مليون دولار. بعد مرور نحو ثماني سنوات، بعد استثمار مليار ونصف المليار دولار، بنى أديلسون الفندق "البندقي"، الأكثر تكلفة وربحية في تاريخ المدينة، قبل أن يبني إمبراطورية الكازينوهات بالعالم.

ثروة أديلسون جعلته، باعتباره أحد أثرياء الولايات المتحدة، صديقا مقرّبا لدى كبار السياسيين في كل العالم. عام 1996، كان أحد المساهمين الرئيسيين في حملة بنيامين نتنياهو، الذي انتُخب رئيسا للحكومة. نتنياهو وأديلسون هما صديقان مقرّبان، وفي فترة ولاية نتنياهو الأولى كرئيس للحكومة نظّم لقاء بين أديلسون وبين الملك الأردني الحسين، بهدف إقامة كازينو آخر في الأردن.

في دولة الكيان كانت الابواب مفتوح أمام أديلسون، إلى درجة أن مقر الكنيست، قد استضاف زفاف أديلسون مع زوجته الثانية مريم عام 1991. أديلسون هو الوحيد الذي تحوّل البرلمان الصهيوني من أجله إلى قاعة أفراح.

يتم استثمار أموال باهظة لأديلسون في دولة الكيان، وليس من أجل المصالح السياسية لنتنياهو فقط. يموّل أديلسون بشكل ثابت الرحلات الجوية لأعضاء الكونغرس الجمهوريين إلى دولة الكيان، حيث يلتقون هناك بكبار مسؤولي الحكومة الصهيونية.

يعتبر المساهم الأكبر في مشروع "تجليت"، (Birthright Israel) الذي يهدف إلى إرسال شبان يهود من جميع أنحاء العالم في رحلات إلى دولة الكيان، بهدف أن يهاجروا إليها في المستقبَل.

ولكن الأهم هو أن أديلسون معروف في دولة الكيان باعتباره مالك صحيفة "إسرائيل اليوم"، التي أصبحت خلال سنوات قليلة منذ صدورها عام 2007 الصحيفة الأكثر قراءة في الكيان. فيما وصف صحيفة "يديعوت أحرونوت"، المليونير أديلسون بـ "الدكتاتور".

لم يخفِ أديلسون أبدا مواقفه المحافظة المتطرفة بخصوص دولة الكيان. فهو معارض شديد لإقامة دولة فلسطينية، وعبّر عن ذلك في العديد من المرات. عام 2008 هاجمت هيئات يموّلها أديلسون الحكومة الصهيونية في فترة المفاوضات التي قام بها رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني مع السلطة الفلسطينية، تحت عنوان "أولمرت يخون إسرائيل". وبحسب صحيفة "نيو يوركر" الأمريكية، وصف أديلسون سلام فياض، رئيس حكومة السلطة الفلسطينية السابق، قائلا أنه "إرهابي".

وتركّزت جهود أديلسون الأخيرة في محاولة إيقاف الموافقة على الاتفاق النووي مع إيران في الكونغرس الأمريكي. ولكن الآن، إذا فشل هذا الاتفاق، فإنّ عيني الملياردير الأمريكي متوجهة نحو العام المقبل. إنّ السؤال من سيكون الرئيس الأمريكي القادم، أو على الأقل مرشّح الجمهوريين، متعلّق بدرجة كبيرة بشيلدون أديلسون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى