الهاتف الذكي.. جاسوس متنقل بأيدي الفلسطينيين
المجد – وكالات
شكل انتشار الهواتف الذكية في يد أغلب الفلسطينيين، في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، بنك معلومات كبير لأجهزة الأمن الصهيونية، خاصة تلك التي تعمل على مراقبة ومتابعة تحركات الفلسطينيين عن كثب باستخدام وسائل التكنولوجيا المتطورة.
وأكد خبراء اتصالات أن الهواتف النقالة الذكية وفرت للأجهزة الأمنية الصهيونية كما هائلا من المعلومات عن الفلسطينيين، كما تسببت بعض هذه المعلومات في اغتيال مقاومين من فصائل المقاومة بغزة.
وأوضح الخبراء أن أجهزة المخابرات تمتلك القدرة على اختراق الهواتف الحديثة والحصول على الصور وأرقام الهواتف والمعلومات التي توجد بها، دون إشعار المستخدم بذلك.
ويتجنب معظم قادة المقاومة الفلسطينية من الصف الأول والثاني والعناصر ذات المسؤوليات الحساسة استخدام الهواتف النقالة، ويتم التواصل فيما بينهم عبر شبكة سلكية خاصة، لا تتوفر معلومات عنها ولا يمكن مراقبتها من دولة الكيان.
جاسوس صغير
المقدم في وزارة الداخلية محمد أبو هربيد أكد أن الأجهزة الأمنية الصهيونية شكلت وحدات خاصة لمراقبة الكم الهائل من المعلومات الذي توفره الوسائل التقنية للاستفادة منها استخبارياً.
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن الاحتلال الصهيوني سهل بطرق متعددة وصول هذه الأجهزة الذكية لأيدي الفلسطينيين، رغم إدراكه بأن تلك الأجهزة قد تشكل وسيلة لنشر القضية الفلسطينية حول العالم، إلا أن فائدتها من حيث جمع المعلومات الاستخبارية عن الفلسطينيين أكبر أهمية.
ونوه إلى أن شركات الاتصالات في فلسطين سواء اللاسلكية أو السلكية، تحصل على خدماتها من المزود الصهيوني، وبالتالي يمكن للاحتلال مراقبة أي اتصال في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيراً إلى أن دولة الكيان توظف كل ذلك من أجل جمع المعلومات الاستخبارية.
ووصف الهواتف النقالة "بالجاسوس الصغير المتنقل" في أيدي الفلسطينيين، حيث طلبت دولة الكيان من بعض العملاء الحصول على أرقام هواتف للمقاومين، وهو ما يعد طرف الخيط لمراقبة المقاوم، بهدف جمع المعلومات عنه واستهدافه لاحقا.
وأوضح أبو هربيد أن عمليات الاغتيال الصهيونية تتم عادة عبر تصوير جوي ومراقبة من طائرات الاستطلاع الصهيونية، مع وجود عميل صهيوني على الأرض، إضافة إلى مراقبة تحركات الهدف بواسطة هاتفه المحمول عبر غرف عمليات خاصة تابعة للمخابرات.
معلومات بالجملة
من جانبه، أكد مدير تحرير وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" عماد أشتيوي أن أخطر سلبيات الهواتف الذكية لشعب تحت الاحتلال هي انكشاف "الوعي الجمعي" والرأي العام من خلال النقاشات التي تعفي الاحتلال من تجنيد العملاء لمهام اكتشاف اهتمامات واتجاهات الرأي العام تجاه قضايا بعينها، مثل موقف الشارع من مباحثات تثبيت التهدئة بين المقاومة ودولة الكيان، أو اقتحامات المستوطنين المسجد الأقصى.
وأوضح في حديث للجزيرة نت أن الأغلبية العظمى من القادة السياسيين للفصائل الفلسطينية تمتلك هواتف حديثة، ويجتمعون عبر مجموعات مغلقة عبر "واتس آب" وبرامج أخرى شبيهة، تتم خلالها مناقشة الأحداث المختلفة، مما يهدي المخابرات الصهيونية معلومات بالجملة، عن طريقة تفكير الشخصيات المشاركة وما لديها من معلومات تظهر عبر النقاش.
وحذر أشتيوي من غياب الحس الأمني في التعامل مع الهواتف الذكية وتطبيقات الإنترنت، خاصة في بيئة العمل المقاوم والتنظيمات المسلحة السرية، والتي تحارب كيانا متقدما تقنيًا، ويسيطر على الإنترنت بشكل شبه كامل، حيث يسهل اختراق الأجهزة الذكية، وتحديد المواقع العسكرية للمقاومة عبر خاصية (GPS).