صفقة تبادل الأسرى الثانية مقابل أضعاف الثمن الماضي
المجد- خاص
مرت خلال الأيام الماضية الذكري السنوية الرابعة لصفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" مع العدو الصهيوني أطلق خلالها 1027 أسيراً وعدد من الأسيرات، حيث أرغم العدو على دفع الثمن مقابل الجندي الأسير لدى المقاومة في قطاع غزة.
بعد أربعة أعوام من الصفقة لازالت شمس الصفقة الجديدة تنتظر خضوع العدو الصهيوني وقبوله بالثمن الذي سيبلغ أضعافاً مضاعفة عما دفع سابقاً من العدو الصهيوني.
خلال الصفقة الماضية خاض المفاوض الفلسطيني عشرات الجولات مع العدو الصهيوني، وقد كانت تلك تجربته الأولى للتفاوض مع العدو بطريقة غير مباشرة، إلا أنه في هذه المرة بات مجرباً وذو خبرة أكبر مما سبق وبات يعرف دهاء خصمه في المفاوضات، على الرغم من التشدد والصلابة في الموقف التي أرغمت العدو على الخنوع آن ذاك.
نعم لقد استمرت مفاوضات جلعاد شاليط ثماني سنوات أدركت فيها دولة الكيان استحالة انتزاع شاليط بقوة السلاح، فاضطرت لإجراء قنوات سياسية منها السرية ومنها المعلن، والقبول أخيرًا بما تطرحه الحركة بعيدًا عن لغة المساومة والتنازلات.
نجاح الصفقة الماضية وصلابة المفاوض فتحت شهية حركة حماس نحو مزيد من خيارات الأسر، دفعها لتأسيس قواعد عسكرية خاصة تساعدها على تحقيق هذا الهدف، وتخصيص برامج عسكرية تتعلق بها من خلال التدريب والاعداد، حيث ساعدها ذلك بالاحتفاظ في صندوق أسود لا تزال مكامنه مجهولة في أول مواجهة برية صيف العام الماضي بين المقاومة والاحتلال.
قادة المقاومة رفضوا الافصاح عما يحتفظ به هذا الصندوق الذي أصبح يشكل كابوسًا مقلقًا لأروقة صناع القرار في الكيان الصهيوني حيث تخشى قيادات الاحتلال فتحه في الوقت الراهن، توجسًا من تداعياته السياسية داخل الكيان وحتى على صعيد مسار المواجهة مع المقاومة، وفق تقديرات سياسية لمختصين في الشأن الاسرائيلي.
وعرضت دولة الكيان عددًا من الوساطات الدولية خلف الكواليس، للحصول على معلومات بشأن جنودها المفقودين، بيد أن المقاومة كانت أكثر وعيًا وادراكًا لهذه الحيلة، إذ أكدّت أن هكذا مسارات من شأنها ان تعقد مسيرة عملية التفاوض.
هناك أطراف دولية عرضت وساطتها لصفقة جديدة، ودارت معها أحاديث مختلفة، في محاولة من الجانب الصهيوني للتذاكي من أجل الحصول على أي معلومة.
للمقاومة شروط للدخول في أي مفاوضات حول الجنود المفقودين أبرزها اعتراف الاحتلال بعدد جنوده بشكل دقيق والاستعداد لمثل هذه المفاوضات وتقديم اشارة واضحة باحترامه والتزامه باتفاق الصفقة السابقة بإطلاق سراح جميع الاسرى الذين تم اعتقالهم من محرري صفقة وفاء الاحرار.
أي صفقة قادمة لن يكون ثمنها أقل مما دفع في صفقة وفاء الاحرار، بل سيكون أكبر في ظل ما تحتفظ به الحركة من أوراق قوة.