غانتس المهزوم: الحرب الأخيرة ألغت امكانية احتلال غزة للأبد
المجد – خاص
ظهر في ثوب التنظير على حكومة نتنياهو وتصحيح أخطائها، في مكان يصلح للتنظير، وهو مستوطنات غلاف غزة التي كانت ملعبا رئيسيا للمقاومة الفلسطينية، ونقطة شديدة الضعف للجيش الصهيوني وحكومة الإحتلال بشكل عام.
غانتس قائد أركان جيش الإحتلال السابق تحدث في كلمة ألقاها في زيارة لكيبوتس "غافيم" بغلاف غزة أن الحرب الأخيرة حققت إنجازات جوهرية ومع ذلك فقد لفت إلى استحالة احتلال غزة وإبقائها تحت سيطرة الجيش للأبد.
من خلال هذه التصريحات نجد أن قيادة الجيش التي خاضت الحرب الأخيرة على غزة تنسحب تدريجيا من النجاحات التي ادعت المؤسسة العسكرية بأنها حققتها، بمجرد خروجهم من المسئولية، فغانتس يقف أمام الجمهور الصهيوني ليظهر بأنه واقعي ويتحدث بالحقائق وبلسان المستوطن الذي يتعرض للضربات في غلاف غزة.
الحقيقة أن غزة حققت نجاحات كبيرة في تصديها للعدوان الأخير، فقد ضخمت الثمن الذي سيدفعه الإحتلال في حال فكر مرة أخرى بالتقدم خطوة نحو غزة، وهذا يقلل إمكانية تفكير الجيش بالعودة لحرب برية في حال وقعت أي مواجهة أخرى، وبذلك يمكن رسم ملامح أي مواجهة قادمة بين غزة والعدو الصهيوني.
وأكمل غانتس في انتقادة لحكومة نتنياهو، بأنها منشغلة بتوافه الأمور على حد تعبيره قائلاً إن مسألة تغيير تعليمات فتح النار ليست من اختصاص الحكومة ولكن الجيش هو من يقرر وفقاً لما يقتضيه الواقع على الأرض وأن هكذا مسألة ليست بحاجة لاجتماع طارئ للكابينت.
وأضاف" يجب الحفاظ على قوة الردع مع غزة ولكن في الوقت نفسه يجب خلق قنوات من الأمل، فلا يمكن حل كل شيء بالقوة وحدها وأنه يتوجب القيام بحل سياسي".
وبالرغم من أن تصريحات غانتس تحمل الطابع الترويجي لنفسه، وتحصيل مستقبل سياسي لنفسه في الإنتخابات المقبلة، إلا أن هذه التصريحات تحمل الكثير من الحقائق في عمقها، خاصة عدم قدرة الجيش على احتلال غزة بعد ذلك وإلى الأبد.