عبرة في قصة

أشهر العملاء.. رفض النساء وأراد أن يكون رجلا مهما

المجد – خاص

في الصباح الباكر استيقظ "ن.ع" واستنشق نسيم الوطن قبل أن يغادر إلي عمله داخل الأراضي المحتلة، كان الطموح والأحلام تسكنه، قبل أن يتم توقيفه على معبر ايرز من قبل المخابرات.

نظر رجل المخابرات بعينيه فرأى شخصاً طموحاً فعلم أن ضحيته قاب قوسين أو أدني من السقوط في شباكه، وبالفعل كان قد جمع عنه بعض المعلومات التي قام بابتزازه بها متبعاً أسلوب الصدمة في المكاشفة، لتنهار الضحية وتسقط وتستجيب لابتزاز المخابرات بعد أن خيرت بين السجن أو العمل معها.

رُسمت ابتسامة عريضة على وجهه المحقق بعد أن اسقط ضحيته من الجلسة الأولى… ثم وقف واخذ يدور حولها وقد انتشت أساريره، وهمس بإذنه هل تريد النساء؟؟ .. أم المال؟؟؟ رفع "ن.ع" رأسه المثقلة بالخزي والعار وقال أريد أن أكون رجل مهماً وتاجراً كبير، عندها وضع رجل المخابرات يده على كتفة وقال له ستكون لكن لا تستعجل…

وبدأت قصة العمالة للاحتلال وبدأ "ن.ع" بالتجارة وكانت المخابرات تسهل له عبور البضائع إلى غزة مقابل أن يوفر لها كل معلومة عن المقاومة ومواقعها، والمخارط والصواريخ وأدوات تصنيع الصواريخ وخرائط المنطقة ونقاط الرباط وتوثيق ذلك بالصور، فكل شاحنة بضائع تدخل كانت هناك شاحنة معلومات تخرج لتستقر في بنك أهداف الاحتلال ومخابراته، وتكون سبب في اغتيال مقاوم أو قصف مخرطة أو إصابة مواطنين عزل.

غُيب الضمير لـ"ن.ع" وامتلأت الجيوب بالنقود التي لم تستطيع أن تشتري له راحة البال ولم تغسل عار الخيانة الذي صاحبة حتى بعد موته وظلم نفسه وأهله وبناته وأبنائه، بعد أن وقع بين أيدي المقاومة فكان موته محتوم وخيانته عار موصوم تتحاكى بها الأجيال.

أجل أصبح الرجل الأهم بالنسبة للاحتلال ومخابراته، فهل حمته المخابرات من الموت والفضيحة وهل اشترت له الأموال الكرامة المهدورة ؟؟؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى