كيف كانت صواريخ غزة التجريبية وقودا لانتفاضة القدس؟
المجد – خاص
التجارب الصاروخية مستمرة بشكل دوري، تشير إلى أن عجلة التطوير في المقاومة وعلى رأسها القسام لا تتوقف، وذلك يحل دلالات تتعلق بتوقيت هذه التجارب، وسرعة تتاليها وصغر المسافة الزمانية بين التجربة والأخرى.
هذه التجارب تسبب القلق للعدو الصهيوني، لأن كل تجربة تطلقها المقاومة، تعني في حساباتهم أن المقاومة طورت شيئا جديدا على هذه الصواريخ، فالتطوير قد يطال المدى الذي يصل إليه الصاروخ، ليتجاوز في المرحلة المقبلة ما بعد مدينة حيفا المحتلة.
التطوير لا يقتصر فقط على المدى، فهو أيضا قد يطال الكثافة، أي أن تطلق المقاومة أكثر من صاروخ دفعة واحدة على مناطق لم يطلق عليها صليات في السابق، فللعدو أن يتخيل بدل من سقوط صاروخ واحد على حيفا، أن يسقط عليها دفعة من الصواريخ في الوقت الواحد.
القوة التدميرية للصاروخ أيضا يمكن أن يدخل عليها تعديلات وتطوير، ليمتلك الصاروخ قدرة أكبر على تدمير الأهداف التي يطلق تجاهها، فيحدث بذلك أضرار أكبر.
هذا الجانب من الدلالات على التجارب الصاروخية بات واضحاً بأنه يحمل الكثير من الرسائل للعدو الصهيوني في حال وقعت مواجهة مباشرة مع غزة، ولكن هذه التجارب في خضم انتفاضة القدس كان لها معانٍ أثرت على الروح المعنوية للمنتفضين.
فالمنتفضين في القدس والضفة، يشعرون مع أخبار هذه الصواريخ بأن غزة التي خاضت الحرب الماضية، لا تقف موقف المتفرج على الانتفاضة، وأنها تعد العدة لتكون داعما لهذه الانتفاضة في حال تطلب الأمر، وأن هذه التجارب دليل ثبات على طريق المقاومة التي تعتبر خياراً شعبياً حقيقيا للوصل لمرحلة التحرير وطرد الاحتلال.
الدلالات على هذه المعان أيضا تتشكل في زرع الروح الوحدوية بين تنوع المقاومة بتنوع الآلة والأسلوب والجهة العاملة، فالتنظيمات الفلسطينية لا تتوقف عن تطوير نفسها، ولا تتوقف أيضا عن دعم العمل الشعبي التي تعتبره روحاً لها، وداعما لاستمرارها في أعمالها الاستراتيجية في ردع العدو الصهيوني في كل مواجهة.