عبرة في قصة

عالمة الذرة سميرة موسى على موعد مع الموت

المجد –

"والدى العزيز , لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلي مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان، لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن اصنع اشياء كثيرة, دعواتك لى يا ابى. ابنتكم المخلصة /سميرة"

كانت بمثابة رسالة الموت للعالمة الصغيرة سميرة موسى التي انتقلت للقاهرة للالتحاق بالدراسة وتفوقت منذ صغرها وحفظت القران كاملاً، واكملت دراستها في الولايات المتحدة الامريكية في مجال العلوم النووية..

أصبحت ذكريات طفولة سميرة تراود الحاج موسي وانتابه قلق دفين و هو يقرأ رسالة ابنته وتسأل الحاج موسى بينه وبين نفسه.. و لكن لماذا القلق ؟, وسميرة تسعى لمصلحة بلادها دون معاداة أحد.

يبدو أن شريط الذكريات لم يدر في خلد الوالد فقط , لكنه دار ايضا في خلد الدكتورة سميرة في الوقت ذاته , لقد جال بخاطرها فضل اثنين عليها, استاذها د. مصطفى مشرفة, ووالدها.. رحلتها العلمية الى بريطانيا ….الماجستير …الدكتوراة .. ثم أبحاثها الخطيرة التي تهدف للحصول على قنبلة نووية من المعادن الرخيصة !!!

د. سميرة .. هل لي من وقتك خمسة دقائق !!!

انتزعت كلمات السائل "سميرة" من طيف ذكرياتها، كان نفس الدكتور الأمريكي، ذو الأنف المعقوف و النظرة المتذئبة، الذى كرر عليها عروضا مختلفة لاستكمال أبحاثها، أو بمعنى اصح بيعها للولايات المتحدة ….وبسعر مغرى !

سميرة : للمرة المائة أكرر لك ……أنا أرفض هذه العروض، و سأعود الى بلادي!

حتى لو كان المقابل المادي مضاعفة المبلغ لي

قاطعته سميرة دون تردد : حتى لو ضاعفت المبلغ الف ضعف …..بلددي تنتظرني …و سأعود اليها .

نعم ….. هذا ما كانت تريده …… ان تستكمل مشوارها النووي لتقوية عضد بلادها , خاصة بعد ظهور تلك الافة على ارض العرب …..المسماة "دولة الكيان"  منذ سنوات قليلة !!!

ركبت د. سميرة السيارة مع زميلها الباحث الهندي , الذى تطوع لتوصيلها الى مفاعل كاليفورنيا, لأنه كان على علم بطرقها الوعرة ..

انطلقت السيارة تعقبها نظرة ذئاب من تلك البناية التي انطلقت منها سميرة الى حيث اكمال حلمها …كانت تلك النظرات كصاروخ جو ارض لا يخطئ هدفه ابدا , اطلقته ذئاب لا تتورع في قتل كل من لا يواليهم او يرضخ لرغباتهم !!

ما هذه السيارة التي تتبعنا !!!؟

القت سميرة سؤالها على زميلها الذى لم يبدو مندهشا لذلك …. لكنه بدأ في مناورات حادة ….. رغم انه لم يزيد من سرعة السيارة ليفلت من هذا المطارد الضخم …و كأنها كانت الاشارة !!!

و في اللحظة المناسبة , فوجئت سميرة بمن يقفز من السيارة، قبل أن تصدمها سيارة النقل المطاردة في منحنى شديد، و هوت السيارة في ذاك الوادي السحيق قبل أن تفيض روح راكبتها الوحيدة !

بينما كان والد سميرة متماسكا يتلقى العزاء في مصرع ابنته النابغة في حادث غامض مؤلم، كان هناك من يقرع كؤوس انتصاره الرخيص – "على ألحان أغنيتهم الفلكلورية الشهيرة "هافا ناجيلا" – فقد نجحوا بمنتهى القذارة المعهودة عنهم عبر السنين فى التخلص من تلك العالمة المصرية دون وجود دليل مباشر ضدهم ,تلك الشهيدة التي عمل عقلها النابغ على بحث لو وصل إلى بلادها ربما كانت موازين القوى قد انقلبت، بل انعدلت، لكن روح سميرة "التي لقبت بمس كورى الشرق"، فاضت الى بارئها تحمل معها أسرار علمها الرهيب، لتكون على رأس قائمة شهداء العلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى