انتفاضة القدس تثأر بعد 34 عام !
المجد – خاص
"الفلسطيني لا يفرط في دماءه"، "ما أحلى القصاص ولو جاء متأخراً"، عبارات تصدرت معظم التعليقات الفلسطينية على العملية البطولية، لتفتح آمالاً أمام كل فلسطيني مظلوم تعرض للقتل والارهاب الصهيوني ولم يتعرض قاتليه للقصاص، أن القصاص سيأتي ولو متأخرا وبالطريقة التي يفضلونها.
كانت الجريمة، حين قام الحاخام "شاؤول نير" بعملية بالخليل استهدفت الكلية الإسلامية ما تسبب باستشهاد 3 شبان وإصابة آخرين بجراح، وهو الذي يعتبر أحد قادة المنظمات السرية التي كانت مسئولة عن تنفيذ عمليات اغتيال بحق رؤساء البلديات الفلسطينية عام 1981م.
وكان الثأر الليلة الماضية، وبعد 34 عاماً، حيث قام فلسطينيون يستقلون سيارة مسرعة باطلاق النار تجاه سيارة الحاخام المجرم قرب قرية شوفا جنوب شرق مدينة طولكرم بالضفة المحتلة، لتكتسب انتفاضة القدس زخما جديدا يزيد من قدرتها على ردع المحتل.
الشخصية المستهدفة من العملية تضعنا أمام تساؤل عن مدى التدبير والتخطيط لهذه العمليات، وهل كان الهدف مدروسا ومقصودا أم أن العملية جاءت بشكل عفوي، فالمستهدف أحد كبار المستوطنين المجرمين الذي يعتبر صاحب سجل اجرامي قديم بحق الفلسطينيين.
الحاخام الصهيوني تم اعتقاله على خلفية جرائمه وقد حوكم بالمؤبد في المحكمة الصهيونية لكنه ما لبث أن أفرج عنه وهو لم يقض 6 سنوات من محكوميته، تماما كما كان الحال مع قتلة الطفل دوابشة الذين تم الافراج عنهم دون ادانتهم، ليكون ذلك دليلا على التواطؤ الرسمي الصهيوني مع كافة جرائم المستوطنين، وليتساءل الفلسطينيون متى سيكون الثأر من قتلة دوابشة وعائلته.
ومن ناحية أخرى تأتي هذه العملية لتضع الانتفاضة أمام أعتاب مرحلة جديدة، عنوانها عمليات اطلاق النار على الجيش والمستوطنين المجرمين، عمليات اطلاق النار التي تزايدت في الاسبوعين الاخيرين بشكل كبير.
هذه العمليات تزيد من ارباك العدو الصهيوني أمنيا وعسكريا، في ظل الاستنفار المتواصل للشاباك والجيش، والاعتقالات المستمرة التي أثبتت عبثيتها في ردع الانتفاضة أو اخمادها.