إلى أي حد يخشى العدو الصهيوني انتفاضة السكاكين ؟
المجد – خاص
لا أحد يستطيع أن يتنبأ بالحجم الحقيقي للإرباك الذي يدب في أروقة الحكومة الصهيونية وأجهزتها الأمنية، الذي يظهر جزء منه، برغم كل محاولات إظهار السيطرة والتمكن منه تجاه مجريات وأحداث الانتفاضة الثالثة التي أطلق عليها انتفاضة القدس.
فقد ظهر هذا الإرباك جليا في المطالبات المتواصلة بتوقيع عقوبات غير منطقية على منفذي العمليات البطولية أو ذويهم، أو الشباب المشاركين في المواجهات على الحواجز التي يقيمها الجيش الصهيوني.
100 يوم متواصلة من الانتفاضة، ومقتل عدد من الصهاينة خلالها، يؤكد أن لدى الشعب الفلسطيني العزيمة القادرة على مواجهة الغطرسة الصهيونية من لا شيء، أي بغياب أدنى المقومات وفي ظل غياب إمكانية العمل العسكري واضح المعالم والأدوات.
فيما أكد خبراء صهاينة أن على حكومة الاحتلال العمل على فرض العقوبات كسحب الجنسية الإسرائيلية مثلا، أو إبعاد أهالي منفذو العمليات، وأنهم سيحققون من خلال ذلك حالة الردع لمن يفكر بتنفيذ عملية ضد المصالح الصهيونية.
استطاعت انتفاضة القدس بعملياتها المستمرة، والروح العالية لمنفذي هذه العمليات أن تخلف شعورا عاما لدى الصهاينة بأن هذه العمليات مستمرة، وستخرج نحو التطور قريبا، وتخوفهم الكبير من عمليات إطلاق نار قادمة أو حتى عمليات استشهادية.
الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، وإن مرت في مطبات هدوء إلا أن هذا الهدوء في كل مرة خلال المائة يوم أثبت أنه الذي يسبق العاصفة، فما يكاد يمر أسبوع بلا عمليات حتى يفاجأ الإحتلال بعملية أصعب وأكثر جرأة وخطورة.
هذه الأجواء جعلت بعض الصهاينة يسخرون من الحالة التي وصلت إليها المنظومة العاملة على صد هذه الانتفاضة، بالقول: "إنه في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات الفلسطينية من دون توقف ضدنا ينشغل الخبراء الصهاينة في التسمية المناسبة لهذه الأحداث".