يحيى عياش : عبقرية الأمن وصناعة العبوات
المجد- خاص
مرت عشرون عاماً على استشهاد رجل المقاومة المهندس يحيى عياش، صانع القنبلة والعبوة الأولى التي مازال تصنيعها بطرازات جديدة تتطور يوماً بعد يوم.
عياش صقر الكتائب، رجل الأمن الصلب الذي قهر دولة الكيان لسنوات طويلة تكللت بعمليات فدائية ناجحة أوجعت العدو ودفعته لحالة أشبه بالجنون.
هو العبقري والمطلوب الأول لدولة الكيان الذي زلزل أمنها بعبوات صغيرة، وأدخل على قاموس المقاومة مفهوم السيارات المفخخة، والعمليات الاستشهادية.
النشأة
ولد يحيى عياش، في السادس من شهر مارس عام 1966م، في قرية رافات جنوب غرب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الهندسة بقسم الهندسة الكهربائية، وتزوج إحدى قريباته وأنجب منها ولدين هما البراء ويحيى.
نشط عياش خلال الانتفاضة الأولى في صفوف كتائب عز الدين القسام، وأمام شح السلاح والمواد المتفجرة، ركز عياش نشاطه في مجال تصنيع المتفجرات، لينفذ أول تجربة لصناعة عبوة مفخخة بأحد كهوف الضفة بداية عام 1992، ويغدو المهندس الأول في صناعة المتفجرات.
نجاح أمني
وقد كشف الشهيد عياش مدى ضعف ووهن الأجهزة الأمنية الصهيونية بعد تمكنه من التخفي عن عيونهم في ظل السيطرة الأمنية الكاملة على كل الأزقة والمخيمات الفلسطينية لفترة طويلة.
وقد تمكن المهندس من توجيه ضربات عسكرية وأمنية مؤلمة، قلبت معادلة الصراع نحو المواجهة المتقدمة معه وضربه في عمقه.
التخطيط للعمليات وتجهيز القنابل والعبوات والاستشهاديين، وقيادة العمل العسكري بين المحافظات الفلسطينية، دون التعرف عليه أو اعتقاله يعتبر نجاحا أمنيا كبيرا للمهندس.
تمويه ملامح الوجه تظهر تميزاً أمنياً للمهندس، ظهر ذلك في الصور الخاصة به التي خرجت للإعلام، وهي توضح تغيير ملامحه بين أربعة صور مختلفة بما يؤكد أن المهندس كان لديه منهجية في عملية التخفي والأخذ بالاحتياطات اللازمة لتفادي عمليات المطاردة الساخنة التي كانت تستهدفه.
العمليات الاستشهادية
وأمام هذا النجاح والنقلة النوعية التي أحدثها عياش في تطور العمل المقاوم، وإزاء جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، ابتكرت كتائب القسام أدوات جديدة لمواجهة الاحتلال عبر العمليات المفخخة التي أشرف عليها عياش، فنفذت الكتائب سلسلة من العمليات الاستشهادية النوعية التي هزت الكيان الصهيوني.
ففي الخامس عشر من مارس 1993 نفذ الاستشهادي ساهر تمام أول عملية استشهادية تفجيرية ولأول مرة بمنطقة ميحولا في غور الأردن، وبالتحديد في مقهى "فيلج إن" ليقتل ويصيب عشرات الصهاينة.
وعلى إثر مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، قاد عياش رد الكتائب عبر سلسلة من العمليات الاستشهادية، لتأتي عملية العفولة في 6/4/1994م، التي نفذها الاستشهادي القسامي رائد زكارنة في محطة باصات العفولة وأدت إلى مقتل 9 صهاينة وجرح 50 آخرين، وحملت العملية بصمات المهندس الشهيد يحيي عياش ليخط بذلك عياش شكلاً جديداً من المواجهة مع الاحتلال.