كيف يدير “قناص الخليل” انتفاضة القدس من عرينه ؟
المجد – خاص
لا يمكن لهذه الانتفاضة أن يقف خلفها شخص واحد، أو تنظيم واحد، بل هو شعب كامل يقف في وجه أعتى آلة إرهاب في العالم، تقتل الصغير والبريء وتعتدي على النساء وتنكل بشعب كامل يستحق الحياة.
لكن المنهجية التي تخوضها كل مرحلة من مراحل الانتفاضة، تعطي دلالة على أن هناك تطور وإن كان طفيفاً على خط سيرها، وتؤكد أن الانتفاضة انعكاس لارادة شعب عاف الخضوع للمحتل وتمرد على كل طرق مسايرته ومفاوضته الفاشلة.
وانتقالاً بالانتفاضة من عمليات المواجهة بالحجارة والزجاجات الحارقة إلى عمليات الطعن التي يقضي منفذها شهيدا أو معتقلا على الفور، إلى العمليات التي يمكن تلخيصها تحت عنوان "اضرب وانسحب"، وهي التي أسس لها قناص الخليل في مطلع هذه الانتفاضة.
هذه المنهجية طبقها الشهيد نشأت ملحم أيضاً في عمليته، حيث وجه ضربته واستطاع أن يختفى فدوخ الاحتلال في معركة أخرى في البحث عنه وعن مكان انسحابه لمدة أسبوع أرهق خلاله منظومة الأمن الصهيوني بكاملها.
تلى هذه المنهجية أيضا منفذ عملية الخليل الأحد الماضي، حيث استطاع أن يقتحم مستوطنة ويدخل إلى أحد البيوت فيها، وأن ينفذ عمليته وينسحب من المكان، ويشغل العدو الصهيوني بكامله في معركة جديدة عنوانها البحث عنه، بغض النظر عن مدة المطاردة طولها أو قصرها.
الهدف الظاهر من هذه الطريقة في تنفيذ العمليات هو ارهاق منظومة الأمن الصهيوني واشغالها في البحث عن منفذ العملية السابقة بدلا من البحث عن منفذ العملية القادمة، وهذه تعتبر ضربة نوعية للأمن الصهيوني الذي عود مستوطنيه على الضربات الاستباقية وصد العمليات قبل وقوعها.
العجز الصهيوني يظهر في ملاحقة منفذ عملية واحدة، فماذا لو كانت عدة عمليات استطاع منفذوها التخفي، ماذا لو زاد عدد المطاردين في الفترة القادمة، واستطاع كل واحد منهم أن ينفذ أكثر من عملية، كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأمن الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت ولا يحتاج في مواجهته بعد توفيق الله لأكثر من الجرأة على ذلك والتخطيط الجيد فقط.