هل توقف المقاومة عمليات حفر الأنفاق وتطوير الصواريخ؟
المجد – خاص
عرقلة العجلة المتسارعة التي تسير بها المقاومة نحو الإعداد لخلق حالة ردع مقابل الإرهاب الصهيوني في حال شن حرب على غزة، هي غاية الأهداف الصهيونية من حالة توتير الأجواء التي نتجت عن التصريحات التي سيطرت عليها لهجة التهديد والوعيد لغزة ومقاومتها.
الحديث عن الحرب على غزة لا يمكن أن يتوقف، في ظل الشعور العام لدى الفلسطينيين بأن غزة مستهدفة من قبل الجميع، خاصة في ظل اعتبارها بأنها أرض تحتضن المقاومة وتهيئ لها كل مقومات الاستمرار في التحضير لتصبح قوة لا يستهان بها أمام العدو الصهيوني.
فغزة لن تنزل عن خارطة الاستهداف طالما أن الكلمة العليا فيها للمقاومة فقط، وهي أيضا لن تقبل بأن توقف المقاومة أعمالها كابتزاز لعدم العدوان عليها المستمر حتى في أكثر الأوقات هدوءاً، فالحصار لم يتوقف لحظة، والتضييق الخانق عليها لم يخف.
المتمعن في التصريحات السائدة اليوم على الصعيد الصهيوني يجد أنها في حقيقتها تركز على ضمانات تمنع المقاومة من تنفيذ عملية مباغتة ومفاجأة ضد مواقع العدو المحاذية لقطاع غزة.
هذا التركيز ليس جديداً، فقد تناول العدو مثل هذه التصريحات قبيل الحرب الماضية، لكن الأوضاع مختلفة اليوم حيث لا ضمانات من المقاومة على ذلك، في ظل أن الوسطاء المقربين من العدو علاقتهم سيئة بالمقاومة، والوسطاء المقربين من المقاومة علاقتهم سيئة بالعدو مما يشير إلى حالة من عدم ضمان الاستقرار خلال أي لحظة قادمة.
وإذا كان من أهدافٍ للعدو الصهيوني تنتج عن مواجهة عسكرية مع غزة فهي القضاء على أنفاق المقاومة الهجومية أو الدفاعية، وهذا يعني حاجته لدخول بري للقطاع قد يكلفه المزيد من الخسائر في الجنود قتلاً وأسراً، وهذا ما يخشاه العدو فعلياً، في ظل أن الضربات الجوية لا يضمن من خلالها القضاء على مثل هذا السلاح القوي في يد المقاومة.
وبمتابعة تحركات الجيش الصهيوني على حدود قطاع غزة، نجد أنه وبنشر حفاراته على طول الحدود، ورش الغاز السام على المحاصيل الزراعية في المناطق الحدودية، يحاول من خلال ذلك مكافحة وجود أنفاق للمقاومة في تلك المناطق دون الدخول في مواجهة عسكرية تتسبب في خسائر جديدة له.
العدو في هذا الجانب يكتوي بنارين، الأولى هي ما تم ذكره إن أقدم على مواجهة عسكرية، والثانية هي أن صمته يعني استمرار المقاومة في تجهيز نفسها وارتفاع مستوى الجهوزية لديها بمرور الوقت، وهذا يعني خسائر فادحة على العدو في المستقبل، وبذلك يتزايد الحذر من إمكانية اقدام على مواجهة خلال الفترة القليلة القادمة.
ختاماً، لا يمكن للمقاومة أن توقف أعمال التجهيز الصامتة، حتى وإن نتج عن ذلك بعض الصخب باستشهاد بعض المجاهدين في أعمال الحفر أو التطوير، فالعدو متربص بالمقاومة على مدار الساعة، وبداية الخضوع له هي التوقف عن التجهيز لصده، لذا فالمقاومة مستمرة رغم تهديدات العدوان التي لم تتوقف يوماً.