المخابرات والعالم

هل سيشهد الشرق الاوسط الحرب العالمية الثالثة؟؟

المجد – خاص

كانت اعراب البادية في حقبة الجاهلية تتصارع على مواطن الكلاء والماء في ما بينها، قبل ان يعرف العالم مصادر الطاقة الحديثة وعلى رأسها النفط. اختلفت الاجناس واختلفت الحقب لكن بقي الصراع بلون اخر .. مصادر الطاقة هي الآن مركز خلاف ونزاع القوي العظمي على الشرق الاوسط، وإلا لما سيرت الجيوش والاساطيل العملاقة والطائرات بدافع محاربة الارهاب الذي صنعة الغرب بأيادي صهيونية  لخلق ذرائع واهية من اجل اقتسام الحصص ونحب خيرات وموارد الشرق الاوسط.

يقول الرئيس الأمريكي الأسبق "كالفين كولدرج" «إن تفوق الأمم يمكن أن يقوم بواسطة امتلاك النفط ومنتجاته». كما يرى وزير الخارجية الأمريكي الاسبق هنري كيسنجر أن هناك احتمالات ومخاطر لصدمات عسكرية ومنافسات عنيفة على الموارد.

طالما سمعنا عن شرق اوسط جديد تعيد ترتيبه الولايات المتحدة على قاعدة تدفق امدادات النفط والغاز، هذه التقسيمات لم تستهوي روسيا وأوروبا فسيرت جيوشها لاقتسام حصتها من وليمة الشرق الاوسط، فهبت بقدها وقديدها وقوتها العسكرية لتنال حصتها من الفريسة، ولا يخفا على احد ان دولة الكيان تنهب خيرات العرب من النفط والغاز بلا ثمن مقابل ان تبقي عروش بعض الزعماء جاثمة على صدور شعوبها.

تمثل الطاقة مفتاح التطور والسيطرة على العالم، من هنا برزت الصراعات على مواطن ودول الطاقة، فهو قديم جديد وقد شهدته الدول الأوربية على مصادر الفحم، ولكن بعد احداث 11 سبتمبر 2001، زادت حدة الصراع بين الدول الكبرى، خصوصا بعد قيام الولايات المتحدة باحتلال افغانستان والعراق، إذ عمدت إلى فرض هيمنتها على العالم من خلال السيطرة على منابع النفط في العالم.

فالاستراتيجية الامريكية تعتبر أن أمن الطاقة من ضرورة الامن القومي الامريكية، وتوظف هيمنتها على مصادر الطاقة في العالم، من أجل منع القوى الاخرى من منافستها على هذه الموارد، كما تسعى الى السيطرة على الممرات المائية في العالم من اجل تأمين امدادات الطاقة في العالم.

وتضم منطقة الشرق الاوسط أكبر مخزون نفطي بالعالم، فأغنى منطقة هي الخليج العربي بحكم احتياطيها التي قدرتها احصائيات شركة (ابرتشبترليون ) بحوالي 48.1٪ من اجمالي احتياطي العالمي، وهذا ما يفسر حجم حدة الصراع الدائر في المنطقة بين القوى الكبرى، والسيطرة عليها يتيح لها امكانية التحكم بسوق النفط العالمية.

فبعد احداث 11 سبتمبر، شنت الولايات المتحدة حربها ضد العراق، وسيطرتها على النفط العراقي الذي يمثل ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم، من خلال امتلاكه اكثر من 119 مليار برميل، وخصخصته لشركاتها في المقام الأول عبر عقود ملزمة.

فضلاً عن خطط الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يخدم مصالحها الاستراتيجية العليا، لاسيما الاقتصادية منها، عبر إضعاف أو إنهاك كل من روسيا والصين، بالإضافة إلى اوروبا وإيران وسوريا، انطلاقاً من استراتيجية الحرمان التي وظفتها الإدارة الامريكية، منطلقة من مقولة هنري كيسنجر: «إن من يتحكم بمنطقة الشرق الأوسط يتحكم بالعالم أجمع»، والسيطرة على صمامات الطاقة التي تتغذى عليها الدول الكبرى، لاسيما الدول الأوربية واليابان.

فهل هذا الصراع سيتطور في المستقبل الي صدام عسكري ويخلق حرب عالمية ثالثة؟؟ وخاصة بعد ما نراه من حشودات عسكرية للقوى العظمى في منطقة الشرق الاوسط  وسوريا على وجه الخصوص، في ظل استئثار الولايات الامريكية بنهب الخيرات والتحكم في منابع الطاقة دون مشاركة احد من القوي العظمى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى