الأمن المجتمعي

استغل ابنه في ترويج المخدرات فعوقب بالسجن

المجد – وكالات

ظهيرة أحد الأيام الصيفية ألقى عناصر مكافحة المخدرات القبض على الفتى "ك" -14عاماً- وهو يوصل بعض لفائف الحشيش إلى زبائن والده، فقد اعتاد الأخير استخدام ابنه لترويج بضاعته لدرء الشبهات عنه.

أحد عناصر الشرطة قام بتفتيش الحقيبة المدرسية للفتى "ك" فوجد فيها حبوب الأترمال، حيث يبيع منها لزبائن والده وزملائه في المدرسة، بالإضافة إلى أنه يتعاطاها من حين لآخر.

لم تكتف الشرطة بتفتيش حقيبته، بل صحبته إلى منزله للبحث عن الحشيش وما يروجه الفتى، فوجدوا أن المكان الذي يخبئ فيه المواد المخدرة تحت الشجرة خلف منزلهم، وحولها بذور نبتة البانجو، وبالقرب منها أداة لتعاطي الحشيش.

في قسم الشرطة وخلال التحقيقات لم يصمد "ك" فقد اعترف بأن والده هو من يمتلك المخدرات ويدفعه لبيعها لإعالة أسرته بدلاً من التسول والاعتماد على الكابونات.

وحاول استعطاف المحققين حينما بكى وقال "من حقي أكون مثل زملائي بالمدرسة، ولا أريد لأحدهم أن يقول إنني فقير".

بعد سماع أقوال الفتى، جلبت الشرطة والده فادعى المرض وذهب إلى المستشفى بحجة أن نبضات قلبه ضعيفة، وواجهته الشرطة باعتراف ابنه فأنكر ذلك، مدعياً بأنه كثيراً ما حذر ابنه وطرده من البيت لتعاطيه الحبوب المخدرة.

بعد انكار والد "ك" علمه ببذور البانجو وحبوب الأترمال، عاد ابنه ليغير أقواله بأن لا علاقة لأبيه بترويج المخدرات، الأمر الذي يناقض اعترافاته السابقة حينما ذكر لهم بأنه كان يشاهد والده وهو يتعاطى المخدرات ويدفعه لإيصالها لزبائنه.

بعد انتهاء التحقيقات، أودعت النيابة الفتى "ك" في مؤسسة الربيع للأحداث حتى موعد محاكمته، وعند تحديدها جاء برفقة محاميه الذي طالب بالإفراج عنه كي لا يكون من أصحاب السوابق، بالإضافة إلى أنه يعاني من أمراض نفسية صعبة بسبب توقيفه كونه طالب وفاته فصل دراسي كامل.

في حين اعترض وكيل النيابة على ذلك قائلاً: "التمس توقيع أقصى عقوبة بحق الفتى، وذلك لتنوع المضبوطات المخدرة معه، مما يساهم في انتشارها بين طلبة المدارس".

وبعدما انتهى وكيل النيابة من مداخلته، عاد وكيل المتهم بالدفاع مجدداً وقال: "اعتراف المدان دليل على توبته، فهو صغير السن، ويعدكم بعدم العودة لمثل هذه الأفعال، ففعلته جاءت نتيجة طيشه وعدم إدراكه لخطورتها"

بعد سماع جميع الجهات المختصة، واطلاع القضاة على ملف القضية نطق القاضي بالحكم سنتين مع النفاذ تخصم منها مدة توقيفه.

ملاحقة الآباء

من ناحيته يعقب داود حلس الاختصاصي التربوي، بأن استغلال الأبناء في مثل القضية المذكورة ينافي تعاليم الشريعة الإسلامية التي تحث على حماية الأبناء وابعادهم عن ملهيات العقل.

ويرى حلس بأنه من الأولى معاقبة الآباء نتيجة اهمالهم لأبنائهم، وزجهم بطرق خطيرة تؤثر على مستقبلهم، مشيراً إلى أن ترويج الفتى للمخدرات وتعاطيه إياها يؤثر على زملائه ويدفعهم لتقليده.

ووفق قوله، فإنه يجب على الحكومة وأولي الأمر ملاحقة الآباء الذين يفسدون أبناؤهم والمجتمع.

ولفت حل، إلى أنه في حال ترك الفتى دون رعاية نفسية واجتماعية سيتحول إلى شخص عدواني بعد خروجه من المصلحة وسيؤثر سلبياً على نفسه وأفراد مجتمعه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى