الحرب النفسية الصهيونية … أهداف طويلة الأمد تزداد في الأزمات
المجد- خاص
الحرب الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة كشفت الكثير من الأهداف الصهيونية القصيرة وطويلة الأمد التي تهدف إلى إلحاق الهزيمة بالفلسطينيين داخلياً او عسكرياً باستخدام أساليب أمنية وعسكرية خطيرة.
وحسب قراءة في تحليل أعده "المجد الأمني" للأهداف الصهيونية الأمنية والسياسية على مدار عدة سنوات تبين أن الاحتلال يهدف لإلحاق الهزيمة بالفلسطينيين عبر عدة وسائل خطيرة وجب الحديث عنها، وتتمثل هذه الوسائل في عدة نقاط هي :
زعزعة الثقة بالنفس وبالقيادة
يعرف الصهاينة مدى ما يزرعه الإسلام لدى المسلم من الاطمئنان والثقة وعدم الجزع انطلاقا من إيمانه بالقدر، مما يقف حائلا دون تحقيق مآربهم بسهوله، ولذلك يتوجهون لإرباك الفلسطينيين تمهيداً لتحطيمهم نفسيا ومن ثم جعلهم خاوين ومليئين بالخوف.
وقد رأينا واضحا خلال الحرب الصهيونية الاخيرة على قطاع غزة أكبر الأمثلة عندما بدأ الجيش الصهيوني بالتشكيك بقيادة المقاومة وقد خرج افخاي ادرعي الناطق باسم الجيش الصهيوني على شاشات التلفزة باللغة العربية يصف قيادة المقاومة بانها مختبئة وتركت النساء تموت لوحدهم.
التشكيك في القيادة منذ القدم ففي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي غزوة الخندق أخذ المنافقون يشككون في وعد الله ورسوله بالنصر قال تعالى : وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً * وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا.
تدمير النظام القيمي للمجتمع الفلسطيني
ما يميز مجتمعاتنا من ضوابط دينية وأخلاقية يفتقدها كثير من المجتمعات الأخرى يجعله مثالا يحتذى به وخرق هذه الضوابط والقيم تؤدي الى اضطراب المجتمع وبالتالي يسهل اختراقه واخضاعه.
تجهيل المجتمع الفلسطيني
المتعلمون على وجه العموم أكثر قدرة لفهم مسئوليتهم الوطنية وأكثر كفاءة لإدارة شؤون أنفسهم والآخرين، وأوسع مجالاً لإدراك غاية الآخرين وأهدافهم المبيتة بين السطور وأحسن أداء في الدفاع عـن وطنهم ومكتسباتهم.
وبذلك سيستمر الصهاينة بالتركيز على أمور تبعدهم – المتعلمين – جهد الإمكان عن اهتماماتهم الوطنية وفق برامج تزيد من احتمالات الجهل بالقضايا الأساسية المهمة، ومحاولة إلهائهم جهد الإمكان بأخرى بعيدة نسبيا. إضافةً إلى التشجيع على هجرة العقول.
وقد اثبتت الدراسة الامنية ان الكثير من العملاء يحاولون بث روح الفزع في الاراضي الفلسطينية وترغيب الشباب في الهجرة للعمل خارج غزة بحجة ضعف العمل والدخل حيث تم ضبط عدد من العملاء الذين تم تكليفهم بذلك من قبل الاحتلال الصهيوني. وق تجسد في اثارة الدعاية المغرضة التي يطلقها الطابور الخامس بين الشباب الفلسطيني وبالأخص المتعلم منهم بتصوير العالم الخارجي كجنة عمل كبيرة، ولا داعي للمقاومة.
إثارة التوتر وعدم الاستقرار
الضغط مفهوم يعبر عن الأحداث البيئية والنفسية التي يفسرها الفرد على أنها تهديداً أو تحديا لكيانه الشخصي يؤدي الفشل في التعامل معها إلى إضعاف وظائف الإنسان وإرهاقه وكذا شعوره بالقلق والخوف وفقدان الثقة بالنفس.
وهذا بالفعل ما لجأ إليه العدو الصهيوني من خلال الحصار ومحاولاته للضغط على المجتمع الفلسطيني اقتصادياً من خلال قصف وتدمير معظم المصانع واغلاق المعابر والمساومة بهم.
وقد خلصت الدراسة الى ان الاحتلال الصهيوني وضع نصب عينيه عدة أهداف سياسية وعسكرية من خلال هذه الحرب تمثلت في :
الأهداف سياسية:
1- تحطيم وحدة الجبهة الداخلية وخلق التناقضات بين فئاتها.
2- بث الشك واليأس في إمكانية تحقيق النصر ومواصلة الصمود.
3- التشكيك في القيادة السياسية والعسكرية وزعزعة الإيمان بمبادئها وأهدافها.
4- تحطيم التحالفات السياسية وتحقيق القاعدة "من لا تكسبه كصديق اعمل أن يظل على الحياد".
الأهداف عسكرية:
1- تحطيم إرادة المقاومة القتالية وتحطيم المعنويات.
2- التشكيك في القيادة العسكرية وزرع الفرقة بين الصفوف.
3- دفع المقاومة للفرار والاستسلام وإرهابهم من المصير الذي ينتظرهم ومن ثم تحقيق الهزيمة.