المخابرات والعالم

“دلال المغربي” بطلة عملية الساحل ..قصة كفاح فلسطينية

المجد –

انطلقت مجموعة استشهادية مكونة من 12 استشهادي في جنح الظلام عبر البحر وجهتهم فلسطين كانت تقودهم فتاه فلسطينية ..الفدائية دلال المغربي التي نفذت بتخطيط من الشهيدين خليل الوزير"ابوجهاد" وكمال عدوان عملية الساحل البطولية..

ففي صباح يوم 11 آذار 1978 نزلت دلال المغربي مع فرقتها الاستشهادية من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني، واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلهم إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة، ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الصهاينة، وخصوصا أن الاحتلال لم يكن يتوقع أن تصل الجرأة بالفدائيين للقيام بإنزال على الشاطئ على هذا النحو.
لقد نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الطريق العام المتجه نحو "تل الربيع" وقامت بالاستيلاء على باص صهيوني بجميع ركابه من الجنود.

كانت الحافلة متجهة إلى "تل الربيع"، حيث أخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو هذه المدينة وكانت تطلق النيران خلال الرحلة مع فرقتها على جميع السيارات الصهيونية التي تمر بالقرب من الباص الذي سيطرت عليه، ما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال بخاصة وأن الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود ما بين الضواحي وتل الربيع.
بعد ساعتين من النزول على الشاطئ، وبسبب كثرة الإصابات في صفوف الجيش الصهيوني، وبعد أن أصبحت الفرقة التي تقودها المغربي على مشارف تل أبيب كلفت الحكومة الصهيونية فرقة خاصة من الجيش يقودها إيهود باراك بإيقاف الحافلة وقتل أو اعتقال ركابها من الفدائيين.
قامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهيلوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم توقيفه وتعطيله قرب منطقة هرتسليا.
هناك اندلعت حرب حقيقية بين الفدائيين وقوات الاحتلال الصهاينة، حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية عشرات الجنود من الاحتلال، ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم على الفور.
لقد رحلت دلال، وتركت ذاكرة مليئة بالنضال، وصورة ناصعة البياض عن المرأة الفلسطينية التي كانت وما زالت شريكة للرجل في المقاومة والكفاح ضد الاحتلال الغاصب ومستوطنيه.

سقطت دلال لكنها لم تسقط المقاومة فلحقتها وفاء ادريس وريم رياشي ودرين ابوعيشة  وآيات الاخرس وهنادي جردات، ومازالت الام الفلسطينية والفدائية الفلسطينية تصنع الرجال وتشاركهم الثورة فرحم الله خنساوات فلسطين ام محمد فرحات أم رضوان الشيخ خليل وغيرهن المئات سطروا اسمى آيات العزة والفخار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى