المخابرات والعالم

عُملاء «أنطوان لحد» يتسولون ويعيشون بحظائر الابقار!

المجد – خاص

أنطوان لحد  ضابط لبناني تولى قيادة ما كان يسمى بجيش لبنان الجنوبي الموالي للكيان  بين عام 1984 وحتى انهياره وفرار قيادته، وعدد من عناصره إلى دولة الكيان إبان التحرير في مايو سنة 2000. كان يقيم في تل أبيب حيث أدار مطعماً صغيراً.

تعرَّض في تشرين الثّاني عام 1988 إلى محاولة اغتيال قامت بها سهى بشارة المنتمية إلى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (الحزب الشيوعي اللبناني). أدت العملية إلى إدخاله العناية الفائقة في مشفى رامبام في حيفا، وقضى فيه مدة طويلة من الزمن.

ترك مطعم (بيبلوس) الذي افتتحه في تل أبيب، بسبب مرضٍ ألّم به، وغادر فلسطين المحتلة التي بحسب مزاعمه لم تردّ له جميل المعاملة، بل تم التعامل معه ومع باقي اللحدين بإهمال وإذراء، فهم يُعانون الآمرين من سياسة المخابرات الصهيونية بعد أن فرو الي فلسطين المحتلة بعد انتصار المقاومة.

بل أكثر من ذلك، فإن الضابط الصهيوني، الذي كان مسؤولاً في  شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) في جيش الاحتلال في الجنوب اللبناني، ما زال يدعو حتى اليوم، السلطات الصهيونية إلى طرد جميع العملاء الذين هربوا إلى فلسطين المحتلة، حيث يقول إن هؤلاء العملاء لا يؤتمن جانبهم، ومن غير المُستبعد بتاتاً أن يقوموا ببيع الأسرار التي حصلوا عليها وخيانة دولة الكيان.

ولد لحد في عائلة لبنانية مارونية في قرية كفر قطرة التابعة لقضاء الشوف. تخرج من الأكاديمية العسكرية اللبنانية في عام 1952. عمل بعد تخرجه  ضابطًا في المخابرات العسكريّة اللبنانيّة. ترقّى في سلم الجيش اللبناني منصب قائد ما سُمي بجيش لبنان الجنوبي خلفًا للرائد سعد حداد، انشقوا عن الجيش اللبناني ليعملوا على حماية دولة الكيان.

عميل يعيش في زريبة ابقار

وتحت عنوان "عميل ورث الخيانة أبًا عن جد.. ثمّ قذفوه للقمامة"، كتبت صحيفة "يدعوت احرنوت"  إن هناك من العملاء يعيشون متشردين مع زوجاتهم وابنائهم ومنهم من يسكن حظائر الابقار ومنهم المتسولون، فلا احد يلتفت اليهم.

وقال: احد العملاء، الذي يقضي يومه بالتسول على قارعة الطريق، قال إنّه من أجل توفير الطعام له ولزوجته دولة الكيان لم تعطني حتى قرشاً واحداً، لقد استعملوني ببساطة ثم قذفوني إلى سلة الزبالة، على حدّ قوله.

جدير بالذكر أنّ مئات العائلات اللبنانيّة التي هربت إلى فلسطين المحتلة بعد انتصار المقاومة، لم تتحمّل العيش فيها، فبعض الشباب قاموا بالعودة إلى الوطن الأم، حوكموا وقضوا فترتهم في السجن، والبعض الآخر هاجر إلى الدول الغربيّة، وأكثريتهم إلى استراليا.

فبعد أن تأملوا خيرًا بمن خدموهم لحوالي الربع قرن، وجدوا أنفسهم أمام مجتمع لا يقبلهم وحكومة لا تهتم بأقل المقومات الضرورية لحياتهم، ووجدوا أنفسهم منبوذين من السكان العرب واليهود على السواء، فهم بنظر اليهود عرب لا يمكن الوثوق بهم، وبنظر العرب عملاء يجب الاحتراس منهم، هذا مصير كل متخابر مع الاحتلال وكل واَهم بأن دولة الكيان ستدخله الجنة وتحقق كل احلامه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى