أطفال القدس.. “الصيد الثمين” لوحدة المستعربين
المجد – وكالات
تكرار الاعتقالات التي تقوم بها وحدات المستعربين الصهيونية، لم يعد أمرًا مستغربًا، خاصة منذ بدء انتفاضة القدس في تشرين أول (أكتوبر) من العام الماضي، إلا أن اللافت هو استهدافهم للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، والاعتداء عليهم.
وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى في القدس المحتلة، أمجد أبو عصب، لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن وحدة المستعربين اعتقلت في السنة الماضية ما يقارب 35 طفلاً اعتقالًا ميدانيًّا، جميعهم أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا، من حي واد الجوز وراس العامود وبلدة صور باهر وجبل المكبر وسلوان.
ويضيف أبو عصب، إن عشرات الشبان اعتقلهم الاحتلال من خلال وحدة المستعربين منذ بدء انتفاضة القدس، كان آخرهم خمسة فتية من بلدة الطور، وهم: سراج وباسم وعبد الله أبو سبيتان، ومحمد خليل، ومحمد أحمد أبو الهوى، وعادة ما يتم الاعتقال ميدانيًّا من خلال الاندساس بين الشبان، وفي لحظة تقع الضحية ويتم الاعتداء عليها بالضرب المبرح.
اعتقال بعنف
وأوضح أبو عصب أن السمة التي يتم فيها وصف مشهد اعتقال وحدة المستعربين لأحد الشبان، هي سمة العنف؛ حيث يتم الاعتداء بشكل كبير على المعتقل وإخافة المتواجدين في الميدان.
وأشار إلى أن هناك عددًا من المعتقلين الذين تأثرت صحتهم النفسية والجسدية نتيجة الاعتقال على يد وحدة المستعربين، أبرزهم الطفل الأسير أدهم عبيدات من بلدة جبل المكبر، حيث تمّ التنكيل به أثناء اعتقاله وأصبح يعاني من هبوط في عضلة القلب نتيجة الضرب المبرح، ما استدعى نقله للمشفى، والآن هو قيد الحبس المنزلي.
وأضاف أبو عصب أن وحدات المستعربين هي وحدات تم تشكيلها قبل الاحتلال للبلاد ضمن عصابات "الهاغاناة" و"البلماخ"، واستمر عملها في أراضي الداخل المحتل والضفة الغربية ونشِط في الانتفاضة الأولى والثانية والانتفاضة الحالية.
وأضاف: "وحدات المستعربين هي عدة مجموعات، ولكن أبرزها وحدة "شمشون" التي عملت في قطاع غزة ووحدة الدوفدوفان التي تعمل في الضفة الغربية، وأهم أهداف هذه الوحدات هي جمع المعلومات واعتقال المطلوبين، وأحيانًا تصفية المطلوبين".
تدريب على الوحشية
ويضيف أبو عصب: "ملامح المستعربين هي ملامح شرقية، جزء منهم من العرب الفلسطينيين المتخفين أو الفارّين، هذه الوحدات مدربة على التخفي وعلى التواري عن الأنظار وجمع المعلومات، مدربة على السلاح والتصفية".
وأوضح د. جمال عمرو، المختص بشؤون بيت المقدس أن المستعربين هم فئة أطلق عليهم هذا الاسم؛ لأنهم يتنكرون بلباس عربي ويستخدمون أساليب مستحدثة ومتطورة، ودائمًا ما تتجدد هذه الأساليب في التنكر وكيفية ارتدائها، كما ويجيدون اللغة العربية واللهجات الفلسطينية".
وأضاف لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "المستعربون هم شريحة من الشباب اليهود، وأحيانًا من العملاء الفلسطينيين يتعرضون لتدريبات خاصة على يد الاستخبارات الصهيونية والعسكرية، ولهم سمات تجمعهم بأنهم من فئة الشباب متوسطي العمر ورياضيّون ذوو أجسام قوية يتلقون تدريبات استثنائية وخاصة جدًّا يتعرضون فيها للقسوة".
ويضيف عمرو: "المستعربون عقب معرفتهم للغة واللهجة العربية والأمثال الشعبية، وبعد تلقيهم التدريب العسكري والذي يتم فيه التدرب على السلاح وإطلاق النار يندسون داخل المجتمع الفلسطيني وبالأخص عند المواجهات؛ حيث يتنكرون بالكوفية وبالملابس العربية ضمن إشارت متفق عليها بينهم وسلاحهم الشخصي دائمًا على خاصرتهم من الناحية الخلفية".
وتابع: "المستعربون يرشقون الحجارة مع الشبان، وما إن يلتف الشبان حولهم سرعان ما ينقضون بحركة متفق عليها على الضحية موجهين السلاح على رأسه، محاصرين الضحية ومقيدين حركتها نظرًا لتدربهم على ألعاب التايكوندو والكاراتيه"، مشيرًا إلى أنهم "فئة خطيرة جدًّا" نجحت في الانتفاضة الأولى والثانية والانتفاضة الحالية، بالوصول إلى العناصر الأكثر نشاطًا، والتي يتم الإشارة إليها من قائد فرقة وحدة المستعربين.
ويشير عمرو إلى أن المستعربين أيضًا يتحركون أثناء تنفيذ مهمة اعتقال مبرمجة خشية أن الضحية الفلسطينية تكون حذرة، ولاعتقاله لا بد من التنكر، ومن بين أساليب التنكر لدى المستعربين أنهم شحنوا أنفسهم داخل سيارة لنقل الدجاج يقودونها لفريستهم، يطوقون مكان سكنه، ويتم اعتقاله.
حماية رسمية
وأوضح أن المستعربين لا يتحركون بدون غطاء أثناء عملياتهم؛ فهم يكونون على اتصال تام مع الجيش والشرطة والمخابرات، وهم على أهبة الاستعداد لطلب النجدات وطلب طائرة عند الضرورة، كما حصل في قلنديا الشهر الماضي؛ حيث اكتشف أمرهم عند دخولهم للمخيم فاقتحم الجيش المخيم واستخدم خطة "هانيبعال" أي تحطيم وإبادة كل متحرك لأجل "الوصول لإنقاذ الروح اليهودية المقدسة وسحق الأرواح الفلسطينية النجسة".
وعدّ عمرو أن المستعربين "هي الفئة الأشد خطورة؛ كونها قادرة على اختراق الصف الفلسطيني بيسر وسهولة ودون رقيب، حيث يخترقك ويقاتل معك ثم يغدر بك"، وقد وصفهم بـ"الغادرين" لأنهم أكثر العناصر غدرًا؛ حيث لا نعرف لها أول ولا آخر ولا متى ولا كيف ستحضر"، موضحًا أن "المجتمع الفلسطيني مفتوح تمامًا على مصراعيه، فلا يوجد له حدود ولا يوجد نقاط تفتيش، ولا يوجد سيطرة وتحكم، ولا يوجد عيون فلسطينية.. كل شيء مستباح، وبالتالي هم يسرحون ويمرحون، ويدخلون القرى والأحياء والأزقة والبلدات أمام عيوننا، ولا نعرف عنهم شيئًا".
وقال إن "المستعربين هم ظاهرة لا يمكن إنهاؤها في ظل وجود الاحتلال الذي يدعمها ويرأسها، ولكن يستخدمها الاحتلال حتى يظهر بأنه الجيش الأكثر أخلاقًا أمام عدسات الكاميرات، فلا بد من التحايل واستخدام الخبث والدهاء بوجود قوة المستعربين".