دراسة : أثر انتفاضة القدس على تخطيط الأجهزة الأمنية الصهيونية
المجد- خاص
– تأثير الانتفاضة على تخطيط الأجهزة الأمنية في التعامل معها
– الأساليب الأمنية المتبعة
أدى الفشل الأمني الصهيوني في مواجهة انتفاضة القدس لحراك داخلي في أروقة الحكومة الصهيونية وأجهزة الأمن ذاتها وخاصة جهاز الأمن العام "الشاباك" الذي يتحمل مسئولية الأوضاع الأمنية في مناطق الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948.
شهدت بداية عام 2016 حركة تغيرات واسعة في الأجهزة الأمنية الصهيونية الحساسة وفى مقدمتها جهازي الموساد والأمن العام "الشاباك"، واختلفت الأوساط الصهيونية الأمنية حول هذه التغيرات بين معتبرها ضخ دماء جديد لهذه الأجهزة الحساسة، وبين اعتبارها إطاحة بقيادات لم تتمكن من تحقيق إنجازات لأمن دولة الكيان والأخيرة ربما تكون هي الأرجح.
ولعل قرار رئيس الوزراء الصهيوني تعيين رئيس جديد لجهاز الشاباك منتصف فبراير/ 2016 جاء كجزء من السياسة الأمنية الجديدة لمواجهة التحديات التي خلقتها انتفاضة القدس، فالواقع يقول بأن دولة الكيان ترى نفسها أمام حرب استنزاف داخلية طويلة الأمد وهي بحاجة لأساليب جديدة تمكنها من السيطرة على الفعل الفلسطيني وهو ما قد يترجمه القائد الجديد للشاباك نداف أرغمان الذي يتميز بمسئوليته عن أشهر وأبرز عمليات الاغتيال ضد الفلسطينيين.
أدركت الأجهزة الأمنية الصهيونية أن الانتفاضة باتت تشكل تهديداً حقيقياً للبعد الوظيفي لجهاز الأمن الصهيوني الذي بات عاجزاً عن قمع الفلسطينيين الأصليين (الداخل / الخاصرة)، فماذا سيحدث لو ظهر تهديد خارجي جديد كتنظيم الدولة " داعش" أو حزب الله اللبناني أو حركة حماس بالتزامن مع هذه العمليات حينها سيكون الخطر (داخلي، وخارجي) ما يجعل المهمة صعبة وعليه يجب تهدئة الداخل والتفرغ للأخطار الخارجية المحتملة.
أيقنت الأجهزة الأمنية الصهيونية والقيادة السياسية الأمنية المتمثلة بنتنياهو ويعلون وإيزنكوت ضرورة أن تكون طريقة المعالجة للانتفاضة عبر الردود المحدودة دون حملات واسعة، خشية استفزاز قطاعات جديدة من الشعب الفلسطيني ودفعها للانخراط في الانتفاضة، لأن الخبرة الأمنية أثبتت أن الشعب الفلسطيني لا يمكن ردعه بسهولة.
أدركت الأجهزة الأمنية الصهيونية أهمية البعد التكنلوجي في مواجهة الانتفاضة باعتبار أن أهم عوامل التحريض وانتقال "عدوى العمليات" هي وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة التي يوجد بها مادة دسمة تدفع الفلسطينيين للعمل الفدائي، وعليه قررت انشاء وحدة جديدة في الشرطة الصهيونية لكشف نوايا من يرغبون بتنفيذ عمليات فدائية عبر ما يكتبوه في هذه المواقع وبالتالي احباط ما يخططون له.