سنة النبي في خداع العدو أثناء الصراع
المجد
الخدعة والمكيدة والحيلة هي عمليات مخطط لها بدقة وذكاء تهدف إلى السيطرة على العدو من خلال تضليله أمنياً وعسكرياً والإيقاع به، ولقد أدرك النبي محمد صلى الله عليه وسلم أهمية خداع العدو أثناء المعارك والحروب، فخطط ونفذ ذلك بأفضل ما يكون.
استخدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم أساليب متنوعة ومتعددة في تضلل وخداع العدو، ولم يستخدم نوع معين في الخداع وإنما ترك المجال للفكر الأمني ليختار المناسب الذي يمكن من الوصول إلى قلب العدو بأقل الخسائر.
ومن الأساليب التي استخدمها النبي محمد صلى الله عيه وسلم في خداع العدو:
الكذب والاحتيال على العدو: وهو من الأساليب الأكثر خطورة ودقة، لأنه يعتمد على مهنية كبيرة في اختراق صفوف العدو، والسيطرة على المشاعر أثناء التنفيذ، ويتبين ذلك من قصة الصحابي الجليل محمد بن مسلمة رضي الله عنه حين انتحل شخصية محببة لنفس الكافر كعب بن أشرف ليتقرب إليه وينتقم منه لأنه آذى النبي محمد صل الله عليه وسلم، فاستطاع التغرير به والكذب عليه وتمكن منه وقضى عليه بيسر.
التورية في الكلام: وكان هذا الأسلوب سلاح أبو بكر الصديق رضي الله عنه في الهجرة النبوية، عندما استوقفه رجل يسأله من هذا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فرد أبو بكر بكل دهاء أمني "هذا هادٍ يهديني السبيل" فظن الرجل أنه يدله على الطريق وأبو بكر يقصد سبيل الخير.
التورية في الحركة: وهو من أنواع الخداع وهو يحتاج إلى قدرة عالية من الذكاء والمهارة لصرف نظر العدو عن الهدف الحقيقي من الحركة، وهو من أكثر الأساليب الت استخدمها النبي في صراعة مع الباطل، يقول ابن حجر لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورَى بغيرها أي أوهم غيرها.
المباغتة والمفاجأة: ولقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب أكثر من مرة، فقد باغت النبي صلى الله عليه وسلم بني المصطلق وهم علون في حقولهم، ولم يتمكنوا من المقاومة حيث فوجئوا به وهو يغير عليهم.
إن القدرة على الوصول والتحكم في الدوائر الأمنية للعدو عبر وسائل الخداع والتمويه، تترك العدو في حالة من التخبط الفكري والإداري وفقدان السيطرة، وهذا هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم الذي يسير عليه جنود الإسلام عبر الأزمان.