التجسس على المقاتلة الأولى للفساد برومانيا
المجد – خاص
ألقت الشرطة الرومانية القبض على رجلين من رجال الموساد اللذان يعملان في شركة “بلاك كيوب التي تُعد بمثابة وكالة استخبارات خاصة، وتقع مكاتبها الرئيسة في لندن وتل الربيع، بتهمة التجسس على مديرة سلطة مكافحة الفساد في رومانيا "لاورا كودروتسا"، واختراق جهاز حاسوبها، ومضايقتها ومحاولة ترهيبها.
ووكلت الشركة الصهيونية، التي أسسها ضابطا الاستخبارات السابقين “دان زوريلا”، و”آفي يانوس” عام 2010 في تل الربيع، طاقمًا من المحامين، لمحاولة إطلاق سراح العناصر المتورطة في القضية، بزعم أنهم عملوا لصالح جهات حكومية في العاصمة الرومانية بوخارست، ضمن التحقيقات السرية في قضية فساد محلية. وعلى الفور سارعت السفارة الصهيونية في بوخارست بنفي أي علاقة للمعتقلين بالأجهزة الامنية الصهيونية أو بمؤسسات الجيش الصهيوني، وأن الشركة المذكورة هي شركة خاصة.
من هي" لاورا كودروتسا "مديرة سلطة مكافحة الفساد؟؟
لاورا كودروتسا تبلغ من العمر 42عام، محققة لا تعرف الهوادة ولا التراجع في تحقيقات الفساد، ذاع صيتها في رومانيا وفي أنحاء أوروبا، عقب وقوفها العام الماضي خلف اكثر من 1250 قضية فساد وإدانة أكثر من 450 مسؤول ورجل اعمال، بتهم تتراوح بين الإحتيال، والتهرب الضريبي، وغسيل الأموال ، كان أبرزها قضية فساد رئيس الوزراء السابق، فيكتور بونتا الذي أحدثت زلزالاً في رومانيا.
لماذا يتجسس الموساد على مديرة سلطة مكافحة الفساد
وفي حال صحة رواية شركة "بلاك كيوب" بأن عناصرها كانوا بمهمة تعاون مع السلطات الرومانية للتجسس على المقاتلة الأولي في الحرب على الفساد، فهذا يؤكد تواطئ بعض المسؤولين المتورطون بعمليات فساد أرادوا التخلص منها قبل أن تندرج أسمائهم في سجلات الفساد.
ومن غير المستبعد أن يكون لجهاز الموساد مصلحة خاصة في التخلص منها، أو ربما امتلاك ورقة ضغط عليها أو مساومتها عبر جمع معلومات شخصية عنها، ومن ثم ابتزازها لتحويلها الى أداه بيد الموساد، حال تقلدت منصباً دولياً مرموقاً في المستقبل، وهو أسلوب معمول به لدى أجهزة الاستخبارات الصهيونية مع أغلب الشخصيات البارزة بالعالم.
هذه القضية كشفت النقاب عن طبيعة عمل شركات الاستخبارات الخاصة، وسلطت الضوء على إمكانية أن تكون تلك الشركات، التي تزعم أنها تعمل في مجال "الاستخبارات التجارية" وغيرها، واجهة لأجهزة استخباراتية رسمية، تشكل تهديداً للأمن القومي للدول ألتي تنشط على أراضيها. وترتبط هذه الشركات بعلاقات وثيقة مع أجهزة الاستخبارات الصهيونية، وتمدها في الغالب بمعلومات ذات قيمة عالية عن البلدان التي تعمل بها، حيث تتم الاستعانة بخدماتها الاستشارية في ملفات استراتيجية عديدة، من بينها الملفات التجارية، فضلاً عن الاستعانة بها بعمليات جمع الأدلة والمعطيات خلال التحقيق في قضايا محددة، أو متابعة شخصيات قيادية وازنة بهدف اسقاطها او اغتيالها.