إسرائيل توافق على التهدئة وكل طرف يراه بمنظار آخر؛ اتفاق بوجهين
عرب48
أعلن مصدر أمني إسرائيلي موافقة إسرائيل على اتفاق التهدئة، التي سيبدأ سريان مفعولها صباح يوم غد الخميس. ويأتي ذلك بعد أن أعلنت حركة حماس موافقتها يوم أمس على المبادرة المصرية للتهدئة، والتي تشمل بنودا عامة، كما أعلنت عنها الحركة في مؤتمرها الصحفي. إلا أن متابعة تصريحات المسؤولين الإسرائيليين ووسائل الإعلام العبرية تقود إلى استنتاج وكأن الحديث يدور عن اتفاقين مختلفين أو عن اتفاق بوجهين.
ونقل موقع صحيفة هآرتس عن المصدر الأمني الإسرائيلي قوله إنه تم التوصل إلى اتفاق للتهدئة بوساطة مصرية. وأن إسرائيل ستكون على استعداد لتخفيف الحصار الأسبوع المقبل، وبعد ذلك سيتم إجراء مفاوضات للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسير الإسرائيلي بأسرة فلسطينيين.
ويحظى اتفاق التهدئة على تفسيرا متباينة بين إسرائيل والفلسطينيين، ويمكن تفسير ذلك بأن الصياغات العامة في الاتفاق، والذي يعتمد تطبيق بنودها على الدور المصري، تتيح هذه المساحة من الاختلاف في التفسير. أو قد تكون مصر قد سلمت فعلا لكل طرف نصا مغايرا شمل مطالبه وشروطه، آملة في أن تتمكن من دفع الملفات العالقة مستقبلا وجسرالفوارق.
ولكن ثمة أمور أساسية محل تفسير مختلف وأهمها تأكيد مسؤولين إسرائيليين أن صفقة التبادل موجود في الاتفاق، إلا أن نص الاتفاق الذي عرضته حماس لم يرد فيه أي ذكر لتلك الصفقة، وأكد المسؤولون الفلسطينيون ذلك. كما أن فتح معبر رفح منوط حسب الفلسطينيين باتفاق فلسطيني، وحسب الإسرائيليين منوط بإتمام صفقة تبادل الأسرى.
ووفقا لما ينشر في الصحافة العبرية فإن فهم كل طرف للتهدئة مختلف. حيث تؤكد مصادر إسرائيلية أن فتح معبر رفح مرتبط بصفقة تبادل الأسرى الأمر الذي تنفيه حركة حماس. وأوضحت المصادر إن إسرائيل ستحتفظ بفتح معبر رفح كوسيلة ضغط على الفلسطينيين.
وتشمل التهدئة، حسب المصادر الفلسطينية، بنودا تعتمد على تعهدات مصرية. ولا يأتي الاتفاق على ذكر صفقة تبادل الأسرى. بينما نقل موقع صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين في وزارة الأمن الإسرائيلية قولهم إنه وبخلاف ما صرح به الفلسطينيون فصفقة التبادل موجودة في إطار الاتفاق. واعتبروا أن التهدئة: ” اختبار يأتي ضمن اختبار متواصل تكون ذروته إطلاق سراح غلعاد شاليت”.
وتقول المصادر الإسرائيلية إن حماس وباقي الفصائل وافقت على تهدئة تشمل تعهدا مصريا با يسمى إسرائيليا «تهريب السلاح»، أي إدخال السلاح إلى قطاع غزة، و«مسار يتيح إطلاق سراح غلعاد شاليت، بالتوازي للمباحثات حول معبر رفح»، إلا أن ذلك لم يرد في الاتفاق حسب الفلسطينيين.
وتضيف تلك المصادر أنه إذا صمدت التهدئة سيبدأ في المرحلة الثانية المباحثات لفتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر. وفتح المعبر معقد لأنها ستشمل كما يبدو دورا للقوات التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقوات دولية. وتوضح أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول إدارة معبر رفح. وفي نفس الوقت تبدأ مباحثات حول صفقة تبادل الأسرى، وسيتطلب نم إسرائيل إطلاق سراح 450 أسيرا، من بينهم الثلث أسرى كبار، وافقت إسرائيل على إطلاق سراح 70 منهم فقط حتى الآن وذلك بعد تعديل معايير الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
نص التهدئة حسب المصادر الفلسطينية
النص الحرفي للهدنة بين حركة حماس والاحتلال الاسرائيلي والتي ابرمت بوساطة مصرية وستدخل حيز التنفيذ الساعة السادسة من فجر غدأ الخميس
1 الموافقة على الوقف المتبادل لكافة الاعمال العسكرية بدءا من يوم الخميس الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي.
2 مدة التهدئة 6 اشهر حسب التوافق الوطني الفلسطيني.
3 يتم تنفيذ التهدئة بالتوافق مع مصر وفي ظل رعايتها.
4 فتح المعابر بشكل جزئي خلال الساعات التالية التي تلي دخول التهدئة حيز التنفيذ.
5 تعمل مصر لاحقا على تنفيذ التهدئة الى الضفة الغربية.
6 في الاسبوع التالي للتهدئة تستضيف مصر لقاء يضم السلطة الفلسطينية وحركة حماس والجانب الاوروبي من اجل مناقشة آليات فتح معبر رفح.
بنودها حسب المصادر الإسرائيلية
حسب المصادر الإسرائيلية: التهدئة مكونة من ثلاث مراحل
الأولى: تبدأ يوم الخميس بدخول التهدئة حيز التنفيذ (وقف إطلاق نار متبادل).
الثانية: تبدأ يوم الأحد المقبل وتشمل فتح المعابر التجارية بشكل جزئي (باستثناء معبر رفح) وزيادة كمية البضائع التي تدخل قطاع غزة.
الثالثة: بالتزامن مع فتح المعابر تتجدد المحادثات حول صفقة تبادل أسرى. وأوضحت مصادر إسرائيلية أن الحكومة أكدت لمصر بشكل قاطع أن معبر رفح سيتم فتحه فقط بعد الانتهاء من صفقة التبادل وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت(أي بعد إتمام صفقة التبادل).