كيف سيكون شكل العملية الفدائية القادمة ؟
المجد – خاص
امتازت العمليات الفدائية السابقة ومنذ انطلاقها بدءا بعملية إيتمار ومرورا بالعمليات التي وصفت بأنها عمليات قوية، وخاصة تلك العمليات التي تخللها اطلاق نار وتم اكتشاف أن خلايا منظمة تقف خلفها بشكل ممنهج ومقصود، بأثرها الكبير ومردودها على زيادة زخم الحراك الشعبي الداعم للإنتفاضة.
هذه العمليات كانت بمثابة رافعة للعمليات الفردية، وداعم ورافد لها، فما تلبث العمليات الفردية ما تهدأ حتى تقع عملية فدائية نوعية، تعيد العمليات الفردية إلى الواجهة مرة أخرى.
وقد مرت العمليات الفدائية النوعية بأشكال مختلفة، بدأت بعملية ايتمار والتي كانت بمثابة كمين لسيارة مستوطنين تم استهدافها بشكل مباشر من مسافة صفر، مرورا بالعمليات الطعن المزدوجة، والعمليات المزدوجة بين الطعن واطلاق النار إضافة لعمليات القنص التي قادها قناص الخليل.
كما انتقلت هذه النوعية من العمليات نقلة نوعية عندما قام الاستشهادي عبد الحميد سرور بتفجير عبوة بداخل باص أدت إلى اصابة عدد كبير من الصهاينة، وقد أعادت هذه العملية إلى الأذهان عمليات تفجير الباصات التي لا تنساها الذاكرة الصهيونية حتى اليوم وما زال أثرها موجودا حتى اللحظة.
آخر هذه العمليات كانت عملية حزما، وكانت عبارة عن شرك من العبوات، انفجرت إحداها في ضابط من الجيش أثناء محاولة تفكيكها، وهذا يدلل على نقلة نوعية في الفكر العسكري الداعم لانتفاضة القدس، وأن هناك من يسعى لتوفير الوسائل الأكثر إيلاما للعدو ومهاجمته بها.
أغلب هذه العمليات تبعها عمليات طعن ودهس فردية، وقد أدت هذه العمليات إلى ايقاظ الروح في الشباب الفلسطيني ورفعها نحو المزيد من مواجهة الغطرسة الصهيونية.
هذا التطور النوعي في العمليات وشكلها، يضعنا أمام سؤال عن كيف سيكون شكل العملية القادمة، هل ستكون عملية جديدة في الوسائل، أم عملية جديدة في زخمها وقوتها باستخدام نفس الوسائل التي لم تشبعها أيدي المنتفضين استخداما بعد.
ومن ذلك يخشى العدو الصهيوني، ويقر حسب مصادره الرسمية ومحلليه السياسيين، أن العمليات الفدائية ستستمر وبتصاعد وبزخم أكبر، وأن الهدوء النسبي الذي يمر هو هدوء وهمي سرعان ما سيتبدد، ويعزون ذلك لعدم تبديد الأسباب التي تدفع الشباب الفلسطيني للإنتفاض من جهة ولتنفيذ مثل هذه العمليات من جهة أخرى.