المخابرات والعالم

رسالة قبل معانقة حبل المشنقة.. شهداء ثورة البراق

المجد – خاص

تسابقوا على الشهادة وابتسامة الانتصار تعلو وجوههم، ارهبوا الموت ومن قبله ارهبوا الاحتلال البريطاني وسطروا اسمى معاني التضحية والفداء إنهم شهداء ثورة البراق محمد جمجوم و عطا الزير وفؤاد حجازي.

كان يوم جمعة، والذي شهد ذكرى المولد النبوي الشريف، عندما اقدم قطعان المستوطنين على الاستيلاء على حائط البراق ضمن سياسة التمكين التي يتبعها الاستعمار البريطاني للصهاينة في فلسطين، فكانت الهبة الشعبية في كل المدن الفلسطينية في يافا وعكا وحيفا واللد والرملة والقدس وغيرها، وحدث الصدام وسقط الشهداء والجرحى من الجانبي، وسميت بثورة البراق.

الا ان شرطة الاحتلال الانجليزي اعتقلت 26 شابا فلسطينيا ممن شاركوا في الثورة وفي الدفاع عن حائط البراق واصدرت بحقهم احكاما بالإعدام في محاكمة صورية ثم خففت الحكم عن 23 منهم الى السجن المؤبد وابقت حكم الاعدام بحق كل من محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير .

حددت سلطات الاستعمار البريطاني يوم 17-6-1930 لتنفيذ حكم الإعدام بحق الثلاثة، لم يرهبهم الموت ولا أخافهم حبل المشنقة بل تصارعوا على من يتقدم الى منصة الإعدام أولا وفارقت الأرواح الأجساد الفانية لكن الابتسامة والرضا بلقاء الله لم يفارقا الوجوه التي أشرقت برائحة الجنة.

شهيد يعزي شهيد

قدم محمد جمجوم وفؤاد حجازي الى اخيهم عطا الزير معزيين، وكانت من النوادر أن يعزي شهيد بوفاته قبل استشهاده، وتحنى الشهداء كأنهم يزفون الى اعراسهم، وقال فؤاد حجازي " اذا كان إعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئا من كابوس الانجليز على الأمة العربية الكريمة، فليحل الإعدام في عشرات الألوف مثلنا لكي يزول هذا الكابوس عنا تماما".

سقط الاقمار الثلاثة دفاعا عن القدس والمقدسات ولم يتوقف شلال الدماء، وتبعهم المئات من الشهداء على نفس الدرب وما زال المئات ينتظرون فداء للقدس والوطن والاسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى