هل على الفلسطيني أن يخشى على حسابه الإلكتروني؟
المجد- خاص
لا أحد في هذا العالم يستطيع القول بأنه في مأمن من "المخترقين" أو من يُعرفوا باسم "الهاكرز"، غير أن أسباب استهداف الهاكرز للأنظمة الإلكترونية تتعدد وتختلف بحسب أهمية النظام. فاستهداف أجهزة الحاسوب أو الهواتف الذكية قد يكون بغرض الوصول إلى الملفات والوثائق المخزنة عليها، أما الحسابات الإلكترونية مثل الفيسبوك أو البريد الإلكتروني فيكون -عادة- بهدف سرقتها وابتزاز أصحابها من خلال مضمونها ومحتواها.
بحسب باحثين من مؤسسة "سيكيور ووركس” Secure Works الأمريكية فإنه خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من إبريل-يونيو 2016 قد تعرضت حسابات مسؤولي حملة هيلاري كلينتون، لهجمات مكثفة من هاكرز يٌعتقد بأنهم يتبعون للحكومة الروسية. وقد شملت الاختراقات عدداً من المسؤولين عن إدارة الاتصالات والمالية. كما أكدت عدة مؤسسات مهتمة بأمن المعلومات من ضمنها "جرو ستريك" CrowdStrike؛ بأن هاكرز روس قد تمكنوا من سرقة وثيقة من موقع الحزب الديقراطي، تحتوي على 200 صفحة تتحدث عن ضعف المرشح الجمهوري "دونالد ترامب"، الأمر الذي اضطر ترامب للتعليق على ذلك عبر حسابه على تويتر. ولعل استخدام (روابط الانترنت المختصرة) هي أكثر الحيل التي تم استخدامها من قبل عدة مجموعات هاكرز تحمل أسماء مختلفة، حيث تم استخدام موقع Bitly الشهير لتوليد تلك الروابط بهدف الخداع. ومعلوم أن أي مخترق -عادة- ما يتعمد ترك اسم أو شعار كرسالة يعبر فيها عن المجموعة التي ينتمي إليها.
إذا كانت حسابات مسؤولي حملة مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون معرضة لهجمات القرصنة، فهل حساباتنا في أمان؟ فقد يظن البعض أنه شخصية غير مهمة، وبالتالي لا أحد يهتم بحسابه الإلكتروني، ولا داعي للقلق كون حسابه لا يحتوي على معلومات مهمة؛ كونه لا يرأس شركة عالمية أو لا يحمل صفة حكومية سامية، بل لأنه لا يعتبر نفسه ناشطاً سياسياً يمثل خطراً على حكومة من الحكومات!
كل ذلك قد يكون صحيحاً لأي مواطن في أي مكان في العالم، لكنه لمواطن فلسطيني يعيش تحت الاحتلال، يعتبر أمراً آخر! فأنت كفلسطيني تمثل خطراً دائماً على دولة الاحتلال، وكل منشور تكتبه على صفحتك يعبر عن حقك في الحرية والكرامة؛ يعتبر إيذاناً بسقوط حلم المستوطنين بالأرض! وكل صورة تنشرها على حساب انستغرام لتعبر عن يومياتك السعيدة وأحلامك الجميلة؛ تعتبر تهديداً لحلم الاحتلال في نسيان حقك في الأرض والتاريخ.
على الفلسطيني أن يدرك أنه مستهدف من قبل جيش من المتخصصين في عالم التقنية، يتفحصون كل عملية اتصال يقوم بها عبر الانترنت، بهدف رصد أفكاره وقياس توجهاته الاجتماعية والاقتصادية عوضاً عن تتبع أنشطته السياسية واهتماماته اليومية.