مقاوم من غزة يروي ما حدث معه
المجد – خاص
روى أحد المقاومين الفلسطينيين قصة حياته مع المقاومة الفلسطينية، وكيف تحولت الأيام، ودارت في غير هواه وعكس ما كان يدور في خلده، ويقول:
انضممت إلى الجناح العسكري لأحد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في بداية عام 2008، وما زلت متواصلاً معهم في العمل المقاومة حتى هذه اللحظة التي أخط بها هذه الكلمات.
ومنذ بداية انضمامي للمقاومة شهدت ثلاث حروب على غزة، وشاركت المجاهدين في الصد لهذا العدوان الغاشم والمستمر على قطاع غزة المحاصر.
وكانت بداية عملية مختلفة تماماً عمن سبقني من إخواني المجاهدين، فقبيل انضمامي للمقاومة شهد قطاع غزة تحولاً تاريخياً ما زال إلى يومنا هذا، وهو سيطرة حكومة تؤمن بمشروع المقاومة على قطاع غزة بعد أحداث عام 2007.
وبهذا التحول اعتقدت في قرارة نفسي أنه لا داعي للتخفي والعمل السري طالما أن هناك حكومة تؤمن بمشروع المقاومة، فلم يعد هناك خطر داخلي يخيفني كالاعتقال أو ما شابه من الأمور التي كان يعاني منها إخواني السابقين.
ولذلك لم ألتزم بقواعد العمل السري، في نفس الوقت الذي كان باقي إخواني المجاهدين يلتزمون بالحيطة والحذر السرية، ولبس اللثام، والخروج من المنزل والعودة إليه بالزي المدني، وكان دائماً ما يجول في خاطري أنه لا داعي للخوف، بل وكنت أهزأ بإخواني وأعتبر ذلك جبناً، وكنت دائماً أردد "الرب واحد والعمر واحد" فإن كانت شهادة فهذا شرف أنتظره منذ زمن طويل.
ودارت الأيام ومضت السنين ولم أكن أعلم أو أدرك أنني سأحتاج للسفر عبر معبر يسيطر عليه الاحتلال الصهيوني، أو أنني بحاجة إلى مستشفيات الاحتلال، ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.
ففي عدوان 2014 تم استهداف منزلنا المكون من طابقين أثناء تواجدي به، وقد أصبت وقتها بإصابات بالغة الخطورة، وجاء هذا الاستهداف نتيجة الاستهتار وعدم السرية التي كانت تلازمني، وبعد العدوان حاولت مراراً السفر عبر معبر رفح البري، ولكن في كل مرة يتم رفضي لأسباب أمنية.
ومع بداية عام 2016 كانت هناك حاجة ملحة للسفر بعد أن تدهورت حالتي الصحية، فكان لا بد من السفر أو سيفتقدني أهلي وأحبابي.
وحينها لم يتم تحويلي للسفر من خلال معبر رفح هذه المرة لأن الأمر عاجل ومعبر رفح مغلق، فتم تحويلي للسفر من خلال معبر بيت حانون "إيرز".
وهنا كان أمامي خياران وهما: إما السفر عبر معبر بيت حانون وأتحمل تبعات استهتاري الأمني، والثاني أن أصارع الموت بين أهلي وإخواني.
كان القرار صعباً ولم يعد الآن ينفع الندم على ذلك الاستهتار، ولكني آثرت أن أبقى في غزة حفاظاً على أسرار إخواني المجاهدين.
وبينما أنا على هذا الحال بين صراع مع المرض وانتظار موعد اللقاء، حتى من الله عليه بالشفاء، لتنتقل حالتي الصحية من خطيرة جداً إلى متوسطة وما زلت على ذلك.
ولكن العجيب في الأمر أن أحد إخواني المجاهدين الذين انضم معي في المقاومة في نفس الوقت ونفس الفصيل، دائماً ما يغادر عبر معبر بيت حانون الذي آثرت الموت على تجاوزه، فهو يعمل طبيباً في مستشفى المقاصد في القدس.
ولكن الفرق بيني وبينه أن التزم بقواعد العمل الأمني واتخذ كافة الاحتياطات الأمنية اللازمة وأنا كنت على عكسه تماماً.
ومن هنا فإننا في موقع "المجد الأمني" نحذر من الاستهتار الأمني، وندعو اخواننا المجاهدين للالتزام بالسرية وأخذ كافة الاحتياطات والتدابير الأمنية اللازمة.