تعلم فنون الحرب والمخابرات من مدرسة النبوة!
المجد-
استطاع النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يبتكر الكثير من فنون الحرب والمخابرات التي لم تعرف إلا بعد وفاته بعدة قرون، وذلك في الحروب المعاصرة ومنها الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وكان منهجه صلى الله عليه وسلم في الحرب والسلام والمخابرات يتلخص في عدة نقاط أهمها الاستعانة بأهل الخبرة حتى لو كانوا من غير المسلمين، فقد استعان في هجرته من مكة إلى المدينة بعبد الله بن أريقط رغم أنه كان مُشركاً لكنه كان خبيراً في الطرق والأودية.
وتعددت مظاهر النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه في المخابرات الحربية نذكر منها ما يلي:
1- كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدخل معركة إلا بعد أن يعرف معرفة كاملة حالة العدو ومعسكراته ومواقفه العسكرية وطبيعة الأرض التي ستتم عليها المعركة·
2- كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيد استثمار المواقف حيث استثمر إسلام نعيم بن مسعود أثناء غزوة الخندق من خلال حيلته الذكية لإفشال الأحزاب وإيقاع الفتنة بين اليهود وقريش.
3- كان رسول الله حريصاً على أن لا تتسرب المعلومات إلى العدو ومن أهم السبل إلى ذلك الكشف عمن يقوم بأعمال التجسس وتعقبهم ومتابعة نشاطهم لإحباط أية محاولة للحصول على الأخبار.
4- كان شديد الحرص على السرية التامة ولم يكن يعلن الأخبار إلا ساعة الصفر، فعند الهجرة إلى المدينة لم يخبر أبا بكر بموعد الهجرة إلا في ليلتها وعند فتح مكة لم يخبر أحداً حتى عائشة عندما كانت تساعده في ارتداء ملابسه.
5- كان للنبي صلى الله عليه وسلم شبكة عيون مبثوثة في كل مكان بالجزيرة العربية تأتيه بالمعلومات من داخل أرض العدو.
6- انتهج النبي صلى الله عليه وسلم منهج (اعرف عدوك) ذلك الشعار الذي انتشر في الوطن العربي أواخر الستينيات، حيث حض الصحابة الكرام على تعلم لغة اليهود، وبرع في ذلك الصحابي الجليل زيد ابن ثابت، حيث أمره النبي صلى الله عليه وسلم بتعلم هذه اللغة.