الأمن عبر التاريخ

الحرب النفسية في ميزان الربح والخسارة

المجد_

الحرب بالسلاح التقليدي تستطيع أن تدمر القوات والمعدات لكنها من الممكن ألا تحسم المعركة، أما الحرب النفسية فهي تستطيع ما هو أخطر وأعمق من ذلك، إنها تجرد المقاتلين من إرادتهم القتالية، فهي تستهدف في المقاتل أو المواطن عقله وتفكيره وقلبه وعواطفه حتى تحطم روحه المعنوية وتقوده إلى الهزيمة.

ومن المقولات المأثورة للقائد الألماني روميل في هذا الموضوع "القائد الناجح هو الذي يسيطر عل عقول أعدائه قبل أبدانهم" وقد بلغ من تأثير الحرب النفسية أن كثيراً من الأمم  كما ذكر في التاريخ استسلمت لأعدائها قبل أن تطلق جيوشها طلقة واحدة.

ومن أعظم الدروس التي تستخلص من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في إدارته للصراع مع الأعداء أن "استخدام العامل النفسي ضرورة حيوية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية، فمن بين 28 غزوة قادها عليه الصلاة والسلام بنفسه نجد 19 غزوة حققت أهدافها بلا قتال، إذ فرّ الأعداء تحسباً لنتائج مواجهة قوة المسلمين.

وقد قرر الرسول القائد صلى الله عليه وسلم أن الجهاد باللسان كالجهاد بالنفس والمال فقال صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت وكان من شعراء الإسلام: "يا حسان اهج المشركين اهجهم فإن جبريل معك" "إذا حارب أصحابي بالسلاح فحارب أنت باللسان".

وليس ذلك فحسب بل إنه عليه الصلاة والسلام يقرر أن الحرب النفسية أشد وأسرع أثراً من الحرب بالسلاح، فقد روي أن عبد الله بن رواحة كان يلقي شعراً في هجاء الأعداء في المسجد فاستنكر منه ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلاً: بين يدي رسول الله وفي حرم الله تقول الشعر فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "خل عنه يا عمر فوالذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى