شكراً.. لأنك تقوم بتعرية بيتك وانت تبتسم
المجد – خاص
اشعر بالملل.. انا بالعمل.. انا بالطريق.. اشعر بالمرض.. سأخلد للنوم … اجل كل هذه المنشورات تنشر على الفيس بوك يومياً واكثر.. الأمور التي تعتبر من صميم خصوصية الفرد والتي لو سؤل عنها بعالم الواقع، حتى من أقرب المقربين لديه، يتذمر وينتفض ويرفض أن يجيب ويدعى أنها من صميم خصوصياته..!!
لكن للأسف في العالم الافتراضي "عالم الفيس بوك" كل شيء مباح حتي المشاعر الزوجية اصبحت تنشر للعامة.. تحركاتك مشاريعك طبيعة عملك ..ادق تفاصيل خصوصيتك تنشرها وانت تبتسم عندما تجد عليها اعجاب او تعليق..
اصبحت بيوتنا عارية من الخصوصية، يكفي ان تدخل لحساب احدهم لتعرف كل شيء عنه، هواياته.. عمله ..علاقاته.. وحتي علاقته بزوجته وأبنائه، لا خصوصية على الفيس بوك، تعرت البيوت ليس للأهل او للجيران أو للأقارب، بل لكل من هب ودب من المتربصين والتخابرين والباحثين عن مواطن الضعف ليقوموا بابتزازك وتدمير حياتك واسرتك.
انتم تفضحون انفسكم بأنفسِكم، وتعطونا من معلومات اكثر مما نريد لسان حال المخابرات الصهيونية.. فشكراً لكم
– شكراً لمن يحب زوجته ويغازلها يومياً دون أن تعرفَ جمهوريةُ الفيس أنه يحبها .
– شكراً لمن يعملُ فى مكان مرموق ولم يصور مكتبه واجتماعه حتى لا يقع ضحية المخابرات ولا يكسرَ قلوبَ أصدقائه العاطلين عن العمل.
– شكراً لمن من يضطره عمَلُه أن يأكلَ خارجَ منزله في المطاعم ولم يصور أنواعَ الطعام مراعاة لظروف الآخرين.
– شكراً لمن يساهمُ يومياً في مساعدة الناس ولم يصور ذلك ويوثقه ليظهرَ أمامَ الناس بأنه جوادٌ معطاءٌ كريم .
– شكراً لمن لم يصور أولاده في أول يوم دراسيّ قبل وبعد ذَهابهم وعودتهم إلى ومن المدرسة مراعاةً لمن لم ينجب الاطفال.
– شكراً لربة البيت التي أعدت أشهى أنواع الطعام لزوجها وأولادها ولم تنشر هذه العورة أمام الآخرين، فكم من بيت تستره جدرانه دون كسرة خبز.
– شكراً لمن ذهب في عمل جهادي لخدمة وطنه، ولم ينشر ذلك على صفحته حفاظاً على أمنه وأمن زملائه بالكفاح.
شكراً لأصحاب العقول الراقيةِ التي تعرفُ أن هناك ألاف البسطاء بينهم فلم يجرحوهم بشكل أو بآخر ..وأن هناك الاف المتربصين فلم يخدموهم بشكل أو بأخر.. شكراً لمن ستر بيته وأهله واستعان بالكتمان على قضاء حوائجه وحوائج الناس.