دلائل الفشل الصهيوني في مواجهة الأنفاق
المجد – خاص
بحثاً عن أخطر التصريحات التي قد تكون صدرت عن جهات صهيونية بخصوص موضوع الأنفاق وكان لزاماً على المقاومة أن تحذر منها كان تصريح عضو الكنيست من حزب الليكود ورئيس جهاز الشاباك السابق آفي ديختر عندما قال "أعتقد أن من شأن العمل الحكيم لجهاز الأمن بشكل عام، والجيش الصهيوني بشكل خاص، أن يحوّل الأنفاق في غزة إلى مقبرة كبرى لحماس".
وهذا التصريح إذ يحدد الوجهة الصهيونية في معالجة هذا الملف، سواء الأمنية من خلال جمع المعلومات، أو العسكرية من خلال تطوير التقنيات والتنقيب على الحدود، إلا أنه لم يعلن عن توصل العدو لحل ناجع لهذه المعضلة، وقد صدرت عدة تصريحات ووقعت عدة شواهد تشير إلى فشل كل خيارات العدو حتى هذه اللحظة.
ومن هذه الشواهد، محاولته تعديد الخيارات التي يسعى من خلالها للوصول لحلول، وقد كانت على عدة مراحل، وقد بدأت هذه المراحل بمرحلة الحفريات على الحدود والبحث عنها في عدة مناطق على الحدود الشرقية بناء على معلومات أو احتمالات، ولكن العدو لم يصل إلى أي نتيجة من خلال ذلك.
كثّف العدو سعيه لتطوير عمليات البحث، وقد أعلن في وقت سابق عن توصله لتطوير مجسات توضع في حفر تحت الأرض من شأنها الوصول إلى أي فراغ تحت أرضي على بعد 20 أو 30 متراً، ولكن هذه الطريقة أيضا لم تصل به إلى أي نتيجة.
حاول العدو بعد ذلك الدخول إلى غزة ومزاولة أعمال حفر في المناطق الحدودية داخل القطاع، وقد واجهت المقاومة ذلك بعدد من قذائف الهاون وقد وقع تصعيد في ذلك الوقت في محاولة من العدو لفرض واقع جديد تتمكن خلاله آلياته وحفاراته من ممارسة أعمال الحفر داخل القطاع ولكن المقاومة واجهت ذلك وانتهى الأمر بانسحاب الحفارات وعودة أعمال الحفر إلى داخل الحدود المحتلة وانتهى هذا الجهد في مهده.
وسعياً نحو البحث عن حل جذري أفادت دولة الاحتلال عزمها على اقامة جدار اسمنتي يصل الى تحت الارض بعشرات الأمتار ويمتد الى فوق سطح الأرض، وقد تواترت التصريحات الصهيونية عن دلالة هذا الخيار على العجز الصهيوني في مواجهة الأنفاق وأن هذا الخيار غير ناجح ومكلف جداً.
وفي آخر محاولاتها لإيجاد خيارات جديدة في مواجهة الأنفاق عمد العدو الصهيوني إلى استغلال سقوط صواريخ على مستوطنات غلاف غزة إلى شن عدة غارات مكثفة على أماكن محددة في محاولة لتدمير ما يتوقع هو أن تكون أنفاق تمر من هذا المكان أو ذاك.
وتعتمد هذه الطريقة على تكثيف النيران في منطقة خالية يعتقد العدو أو أن لديه معلومات عن مرور أحد الأنفاق منها، وبكثافة نارية يتوقع أن تؤدي إلى تدمير هذا النفق الذي يمر من هذه المنطقة.
والملاحظ من خلال المحاولات السابقة جميعها أن العدو برغم من محاولاته الوصول إلى طريقة ناجحة لمكافحة الأنفاق إلى أنه ما زال في جزئيات هذه المحاولات يعتمد على الاحتمالات، إما احتمال المكان أو احتمال المعلومة، وهذا من علامات فشل هذه المحاولات حتى هذه اللحظة.
وبمقابل تصريحات العدو الأخيرة عن أن الأنفاق المكتشفة جميعها أنفاق قديمة تم العثور عليها بما يعزز فشل كل ما قيل عنه أنه تطوير لمنظومات مجابهة الأنفاق، يجب على المقاومة أن لا تغفل عن قدرات العدو الضخمة التي يسخرها في علاج هذا الملف سواء الأمنية أو العسكرية، وأن تستحضر في ذهنها تصريح ديختر الذي أوردناه في بداية التقرير، في عمل دؤوب لتطوير سلاح الأنفاق وتعزيزه بما يضمن نجاعته في أي معركة قادمة.