ما سر العشرين موكبا التي أقلت شاليط خارج أسره؟
المجد –
عندما أوشكت عملية تسليم الجندي بجيش الاحتلال الصهيوني "جلعاد شاليط" على البداية، انطلق 20 موكبا مكونا من 40 سيارة من نفس النوع واللون من عدة مناطق في قطاع غزة، للتمويه على عملية النقل أمام محاولات أجهزة الاحتلال الأمنية لمعرفة المكان الذي سيخرج منه شاليط في غزة.
وأشارت إذاعة جيش الاحتلال حينها بأن الأوساط الأمنية والعسكرية الصهيونية أصيبت بالصدمة عندما اكتشفت بأن قيادة المقاومة لم تترك شاردة ولا واردة إلا وتداركتها وحسبت لها حسابا خاصا، لمنع حصول أي اختراق للعملية برمتها.
وأوضحت الإذاعة بأن المقاومة نجحت في التغطية على المكان الذي نقل منه الجندي "شاليط" إلى الجانب المصري في معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة.
وأشارت الإذاعة نقلا عن مصادر أمنية صهيونية بأن قيادة المقاومة تعمدت إخراج 20 موكبا من مناطق مختلفة في قطاع غزة يتكون من حوالي 40 سيارة جيب من نفس النوع واللون.
وذكرت الإذاعة بأنه بالإضافة إلى ذلك فقد كان عناصر المقاومة الذين رافقوا تلك المواكب بنفس الطول والحجم، وحتى أنهم صبغوا وجوههم باللون الأسود وكان كل واحد منهم يحمل نفس نوع السلاح والعتاد نفسه ويرتدي نفس البزات العسكرية، وهو تكتيك تقدمت فيه المقاومة على أجهزة مخابرات الاحتلال التي كانت تحاول الكشف عن المكان الذي سيخرج منه شاليط.
وما أن وصل "شاليط" إلى صالة الوصول المصرية في معبر رفح الحدودي صباح الثلاثاء برفقة 15 مقاتلا من وحدة كوماندوز تابعة للمقاومة حتى تسلمه الوفد الأمني المصري فتناول شاليط كوبا من الماء ونادى له الجعبري بقطعة حلوى ليتناولها ليتأكد بأن صحته على ما يرام.
وكان وفد مكون من وكيل جهاز المخابرات المصرية اللواء رأفت شحادة بصحبة اللواء نادر الأعصر والعميد أحمد عبد الخالق، في استقبال شاليط على الجانب المصري، الذين اصطحبوه إلى مكتب تابع للأمن القومي المصري على المعبر.
وقال مصدر فلسطيني مطلع إن المسؤولين المصريين الثلاثة تسلموا رسميا شاليط فور وصوله في حوالى الساعة العاشرة صباحا إلى الجانب المصري من المعبر الذي خلا من موظفيه استثنائيا، بينما لم ينقطع الاتصال بين الجانبين المصري والصهيوني خلال مراحل تنفيذ عملية الاستلام.
وكشف المصدر أن ضابطا صهيونياً كبيرا يعتقد أنه "ديفيد ميدان" مبعوث رئيس حكومة الاحتلال تمكن من مشاهدة شاليط شخصيا ومصافحته في منطقة (لم يحددها) تقع بين معبري رفح وكرم أبو سالم الحدوديين، بينما كان عناصر المقاومة لا يزالون في المنطقة ذاتها.
وأوضح مصدر فلسطيني مطلع أن شاليط "نقل إلى الجهة المصرية من معبر رفح في عملية معقدة وسرية فيها الكثير من التمويه" دون مزيد من التفاصيل.