عين على العدو

فلتلتقط يا شعبنا الأنفاس

 


مما لا شك فيه أن شعب غزة قد تعرض لضائقة لا يعلمها إلا الله بسبب الحصار الظالم الذي يتعرض له حيث أن أبناء القطاع شعروا بمرارة العيش ومصاحبة الهم لهم أينما حلوا أو ارتحلوا لكنهم استشعروا أن لكل ضيق مخرجاً وأن لكل هم فرجاً، وأن المفرج هو الله لذلك صبروا حتى عجز الصبر عن صبرهم، وعضوا على الجرح حتى تصبر الجرح على الألم معهم والحق أن يفخروا بثباتهم وصمودهم وعزيمتهم وهم على أطهر أرضٍ وأشرفها في بقعة خصها الله بالرباط .


 


فهل يا ترى لو أن أقواماً آخرين تعرضوا لما تعرض له هؤلاء الغزيون وعانوا ما عانوه ونزفوا كما نزفوا وخنقوا كما اختنقوا وجوع أطفالهم كما جوعوا وبعدها أترك لكم وحدكم أن تتصوروا كيف سيكون حالهم والكلام نفسه يقال عند الحديث عن الحكومة التي تعلمون كم قصفت وكم قذفت وكم حوصرت وكم أوذيت دون جدوى فلقد بذلوا كل ما بوسعهم لإسقاطها وما سقطت بالرغم من انعدام الإمكانيات بينما تسقط أنظمة قوية في شتى أنحاء العالم إذا ما تعرضت لانتكاسة بسيطة أو لهزة طفيفة فما السر في ذلك؟ يسأل العدو قبل الصديق والشفيق قبل الشقيق, نعم إنه لغز حيرهم فالقتل والتجويع والحصار مستمر والمؤامرات لم تتوقف والشعب يصمد والحكومة تصمد بل تقف هي وشعبها قوية فتية شامخة تنكأ الجراح وتذب المؤامرات, لكنه ليس لغز تستحيل الإجابة عليه إذا آمنا بأن الله مع الصابرين ونحن والحمد لله نؤمن بذلك وعندها يبطل سحر السحرة لأن معية الله تتدخل إلى جانب هؤلاء المظلومين المستضعفين القابضين على الجمر حيث يقول الله سبحانه وتعالى ” إنَ الله يدافعُ عن الذينَ أمنوا” ولذلك فلا عجب ولا غرابة في أن نرى الأجساد المنهكة والجريحة تقف ثابتة على أرضها ووطنها وأقدامها راسخة في هذه الأرض رسوخ الجبال الرواسي والشاهد على ثباتهم هذا أن عدوهم لم يكن يعترف بوجودهم فقد قال قائل منهم في لحظة من اللحظات واصفاً فلسطيننا ” وطن بلا شعب لشعب بلا وطن”


 


أما اليوم ولأول مرة يذعن هذا الغاصب لإرادة شعبٍ انتفض في وجوههم ليقول لهم لا لحصاركم وظلمكم وقهركم فهنيئاً لك أيها الشعب الغزي وأيتها الحكومة الغزية الشرعية لأنكم أوصلتهم هذا العدو إلى هذا الحآل، وهو أن يخنعَ ويطلب الأمان منكم بعد أن كان يتبجح ويصف مقاومتكم الشريفة بالإرهاب وبأنه لا يمكن أن يعترف بالإرهاب والإرهابيين على حد وصفه وكل ذلك جاء كنتيجة طبيعة لصمودكم وتحديكم لمرحلةٍ لم تكن ولن تكون الأخيرة فلتلتقط يا شعبنا الأنفاس استعداداً لمرحلة النصر والتمكين القادمة بإذن الله . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى