ملف خاص

كيف قلبت انتفاضة الحجارة كل الموازين؟

المجد-خاص

بعد 39 عاماً من القهر والتشريد والإهانة وطرد الفلسطينيين من ديارهم في عام 1948، وفي مثل هذا الوم 8-12-1987 كانت حادثة دهس شاحنة صهيونية لمجموعة من العمال الفلسطينيين على معبر إيرز واستشهاد أربعة عمال من جباليا، كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، وكانت شرارة اشتعال انتفاضة الحجارة أو انتفاضة المساجد "الانتفاضة الأولى".

ثار قطاع غزة واشتعل في وجه المحتل تباعاً بعد هذه الجريمة وانتقلت الانتفاضة إلى الضفة المحتلة في مشهد بهي، أعاد القضية الفلسطينية من جديد إلى الواجهة والصدارة.

في أول أيام الانتفاضة صرح رئيس الوزراء الصهيوني إسحق رابين خلال كلمة في الكنيست الصهيوني وقال بشكل غاضب سنفرض القانون والنظام وقال "سنكسر أيديهم وأرجلهم لو توجب ذلك".

انطلقت في هذه الانتفاضة الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة، وكان تطور انتفاضة الحجارة أو المساجد تدريجياً بداية من الحجر والمقلاع والملوتوف والطعن، وانتهاء بعمليات إطلاق النار وخطف الجنود والعمليات الاستشهادية في قلب الكيان.

وعلى الرغم من استخدام جيش الاحتلال لسياسة تكسير العظام، وعلى الرغم من القتل والتدمير إلا أن الانتفاضة استمرت ست سنوات، عجز الاحتلال عن القضاء عليها، وقد أظهرت انتفاضة الحجارة الصورة الاجرامية لجيش الاحتلال في ممارساته ضد المدنيين العزل.

ارتقى 1162 شهيداً على مدار 6 سنوات من الانتفاضة، وجرح أكثر من 90 ألف فلسطيني، واعتقل ما يقارب من 60 ألف فلسطيني، وهدمت عشرات آلاف المنازل، وفي مقابل ذلك قتل مئات الصهاينة وأصيب الآلاف جراء عمليات الانتفاضة المختلفة.

ثمانية جنود صهاينة خطفوا خلال انتفاضة الحجارة ما يظهر مدى اهتمام المقاومة بأسراها وقادتها في السجون الصهيونية، وحرصها على إطلاق صراحهم مبكراً.

توقفت الانتفاضة فعلياً عام 1993 بعد توقيع اتفاقية أوسلو بين الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية، لكنها لم تتوقف في أذهان وأفعال الفلسطينيين، وقد قربت الأمل بالتحرير والعودة إلى الديار، وقد أسست هذه الانتفاضة لجيل فلسطيني جديد وفريد يرفض الذل والهوان، رأينا أفعاله وتأثيره في انتفاضة الأقصى عام 2000 وانتفاضة القدس الحالية.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى