خذ الحيطة والحذر وإياك أن تكون غافلاً
المجد-
الحذر هو اليقظة والتأهب وأخذ الحيطة للأمر المكروه قبل وقوعه، وهو ثابت في القرآن الكريم والسنة المطهرة، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا).
ويعتبر الحذر صفة من صفات المؤمنين لقول النبي صلى الله عليه وسلم (المؤمن كيس فطن)، وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لست بالخب –المخادع- ولا الخب يخدعني) وقد رافقت هذه الصفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كل مراحل دعوته وحياته، فكان من أكثر الناس حيطة وحذراً واحتراساً.
فالحذر يعتبر من علامات الوعي فالناس ليسوا على قلب رجل واحد، فلربما دلك الحذر على أن تتقي عدوك مرة واحدة وتتقي صديقك ألف مرة؛ لأنه أدرى بمضرتك من عدوك.
وينبغي ألا يكون المؤمن ساذجاً لا يعتبر بالأحداث تدور حوله، فإذا ما خانك إنسان فلا ينبغي أن تثق به مرة أخرى، فتلك هي السذاجة، وإذا ما جربت فساد أمر فلا ينبغي أن تعود مرة ثانية وتجرب التجربة مرة أخرى، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين).
والمطلوب من المؤمن العاقل أن يبتعد دائماً عن الطيش والغفلة وقصر النظر، وأن الفرق بين العاقل والجاهل أن الأول يعرف الخطر قبل وقوعه فيأخذ الحيطة والحذر قبل وقوع المكروه، وأما الثاني فلا يحس به إلا بعد وقوعه.