الأمن عبر التاريخ

الأمن الفكري وحل أزمات المجتمع

المجد-

يسعى أعداء الأمة بكل ما أوتوا من قوة وأدوات للتأثير على عقول وأفكار الشعوب المسلمة وتوجيهها نحو الانحراف والسلوك الخاطئ، لذلك يعتبر سلامة الأمن الفكري من أهم أنواع الأمن، فهو بمثابة الرأس من الجسد وهو لب الأمن وركيزته.

وفقدان الأمن الفكري يعتبر سبباً لانتشار الفتن، وظهور الفرق والانشقاق وحصول القلاقل والاضطرابات، وضرب النسيج الاجتماعي، وتخريب علاقات الدولة في مختلف المجالات.

من وسائل الوقاية والحماية للأمن الفكري:

1- دعوة المخطئ إلى الرجوع عن خطئه : وبيان الحق بالمناقشة العلمية الهادئة دون اتهام للنيات فقد تكون صادقة، ولكن هذا لا يغني عن صاحبها شيئاً كما قال تعالي: ( وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبه تصلى نار حامية) .

2- وجوب الأخذ على أيديهم: ومنعهم من الإخلال بالأمن الفكري للمجتمع ولو أدى ذلك إلى إجبارهم على عدم مخالطة الآخرين لاتقاء شرهم، وقد ضرب النبي الله علية وسلم مثلاً بليغاً لمثل هذه الحالة فقال ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً ،وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونحوا جميعاً)

3- النهي عن مجالسة أهل الانحراف الفكري: الذين يريدون خرق سفينة المجتمع وإغراق أهلها بخوضهم في آيات الله وتجرؤهم على الفتوى بغير علم وقد قال تعالى: ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) .

4- ضرورة التفريق بين الانحراف الفكري الذي لم يترتب عليه فعل وبين من أخل بفعله بالأمن في مجتمعه: فمن ظهر منه عمل تخريبي وثبت عليه شرعاً فيجب محاسبته على ما بدر منه كائناً من كان وعقابه بما يستحقه شرعاً حتى ولو كان ظاهره الصلاح والاستقامة فيما يرى الناس شأنه في ذلك شأن من كان ظاهره الصلاح لكنه وقع في السرقة والزنا أو القذف على سبيل المثال، فإن ما ظهر للناس من صلاحه واستقامته لا يشفع له ويسقط المحاسبة عنه لكن العبرة هنا بالثبوت الشرعي المعتبر لجرمه التخريبي. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى